حلقة التوزيع بالتجزئة في الأدب التسويقي المقارن

الملخص

إن المتتبع للأدب التسويقي المعاصر يلاحظ الإهتمام المتزايد الذي يوليه المعنيون بالعلوم الإدارية لموضوع التسويق المقارن وخاصة ما يتعلق منه بالدول النامية .

ومرد هذا الاهتمام يرجع إلى التوسع الكبير في عمليات المنشآت الدولية المعاصرة ورغبتها في فهم النظم التسويقية السائدة في الدول التي تعمل أو تنوي العمل فيها . بل إنه يمكن القول بأن نجاح أو فشل المنشات الدولية أو حتى المنشآت العاملة في مجال التصدير يتوقف على مدى فهمها للأسواق والممارسات التسويقية السائدة في الدول التي تقع ضمن نطاق أعمالها .

وقد وردت في الأدب التسويقي أسباب أكاديمية يحته لتزايد إهتمام علماء إدارة الأعمال بموضوع التسويق المقارن منها:

1. إن دراسة النظم التسويقية السائدة في الدولالمختلفة تثير فضول الأكاديميين الذين يحاولون ايجاد نظریات عامة وشاملة للإدارة والتسويق بغض النظر عن قربهم أو بعدهم من إكتشاف هذه النظريات.
2. إن تحليل النظام التسويقية المختلفة تساعد علىتعميق فهم النظم التسويقي المحلي للدولة الواحدة وادراك العوامل الإقتصادية والإجتماعية المؤثرة على نوعية النظام القائم . 
3. إن التحليل المقارن يسهم فيتحسين النظم التسويقية القائمة عن طريق إدراك الميزات والمساوي بالنسبة لكل نظام على حدة ، وبالتالي يمكن تبني بعض مظاهر النظم الأخرى . فقد يسهل على ليبيا مثلا إستيراد مصنع لأدوات الزينة من أمريكا ، ومن الممكن إنتاج هذه الأدوات بنفس المقاييس والجودة التي تنتج بها في أمريكا ، إلا أنه ليس من السهل إستيراد كافة الأدوات التسويقية المستخدمة في أمريكا وتطبيقها في ليبيا ، فالأوتار الإعلانية الشائعة الاستعال في السوق الأمريكية لتحريك وحث المستهلك على شراء مثل هذه السلع لا ينسجم مع القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية السائدة في المجتمع الليبي . 
4. وأخيرا فإن التعرض لدراسة النظم التسويقية المقارنة يخرجنا من الدائرة الإقليمية الضيقة في فهم إدارة الأعمال إلى آفاق النظريات العالمية الشاملة واستنادا إلى هذا المدخل الشمولي. للتسويق المقارن ، فإن إهتماماتنا في هذا المقال سوف لن تنصب على حلقة التوزيع  بالتجزئة في دولة بعينها بقدر ما هي إهتمامات لتجميع الخصائص الأساسية لهذه الحلقة في