النماذج النظرية في تحليل قرارات السياسة الخارجية

الملخص

تهدف هذه الدراسة إلى تقديم بعض النماذج النظرية التي يمكن من خلالها تفسير قرارات السياسة الخارجية ، فالقرار السياسي الخارجي يمكن فهمه على أنه نتاج لعملية عقلانية رشيدة تعتمد على تحديد الهدف ودراسة البدائل المتنافسة مع إختيار البديل الأمثل الذي يحقق الهدف بأقل النفقات الممكنة، وهذا ما يعرف بالنموذج العقلاني أو الرشید .

من جهة أخرى، فإن نفس القرار السياسي الخارجي يمكن تفسيره عن طريق نموذج آخر وهو النموذج التنظيمي ، والذي يفترض أن هذا القرار يتلون بطبيعة العمل التنظيمي وكيفية توصيله للمعلومات إلى صانع القرار وكيفية تنفيذ القرارات.

 أما النموذج الأخير فيرى أن الدولة لا تمثل وحدة واحدة في إتخاذها للقرار السياسي الخارجي ولكنها تتكون من مجموعات من الأفراد والمنظات العامة والخاصة ذات مفاهيم ومصالح وأهداف مختلفة ولذا فإن القرار السياسي الخارجي غالبا ما يكون نتاج لعمليات الشد والجذب والمساومات السياسية بين المصالح المتنافسة داخل الدولة ، وليست نتاجا لتقدير عقلاني ورشيد لصانع القرار حسب النموذج الأول .

وعلى هذا الأساس فإن نفس القرار السياسي الخارجي يمكن تفسيره وفهمه بنماذج مختلفة وقد تكون متناقضة في أغلب الأحيان . .