القيم الاجتماعية وقياس نمط الاستهلاك

الملخص

يوجه الباحثون المهتمون بدراسية الاتجاهات والميول في مجال العلوم الاجتماعية عناية خاصة لتطوير مقاييس قادرة على القياس الموضوعي للظاهرة اجتماعية . ويتكون المقياس عادة من عدد من الاسئلة أو العبارات ويستدعي الامر الاجابة على الاسئلة والموافقة أو المعارضة مع العبارات ويفترض أن تتعلق جميع الاسئلة والعبارات باتجاه اجتماعی واحد . وتتركب الاسئلة والعبارات من ألفاظ مألوفة في اللغة السائدة.

 ويتطلب تطوير أي مقياس مجهودا مضنيا وعناية فائقة ليحوز المقياس على درجه عالية ومناسبة من الثبات

    معرفة واسعه بالمجال العلمي الذي يطور المقياس من اجله والى كما يحتاج الامرالى   validity والصدقReliability

المام جيد بالدلالات والقيم الاجتماعية المرتبطة بالالفاظ اللغوية . وقد تختلف هذه الدلالات والقيم المرتبطة باللفظ الواحد أو بالكلمة الواحدة باختلاف المجتمعات والثقافات . ولذلك كثيرا ما يكتشف الباحثون الذين يترجمون بعض المقاييس لاستخدامها في مجتمعات غريبة عن تلك التي طور فيه المقياس أن درجة الثبات ودرجة الصدق قد تنخفض عن تلك التي سجلت أول مره ولعل تطوير نظريات قادرة على تفسير الظاهرة الاجتماعية بغض النظر عن المجتمعات المختلفة هو من بين أهم الأهداف الرئيسية لنشاط المتخصصين في العلوم الاجتماعية ولذلك يعمد بعضهم إلى القيام بدراسات مقارنة حتى يتمكنون من تحييد أثر العامل الثقافي الذي يختلف باختلاف المجتمعات.  

ولكن الدراسات الأمبيريقية المقارنة ليست بالأمر السهل فهنالك صعوبات متعددة تحد من مجال انتشارها وتنفيذها . ويرجع بعض هذه الصعوبات الى ارتفاع تكاليفها والى صعوبة وأحيانا استحالة توفر فريق من الباحثين تتوفر لديه الخبرات اللازمة لمثل هذا اللون من الدراسات والى المجهود المضني الذي يحتاجه تطوير وحدات قياس متكافئة. 

ويهدف هذا البحث إلى توضيح أثر عدد من الاختلافات الثقافية في ست مجتمعات على المجهودات الرامية لتلوير مقياس لنمط الاستهلاك (۱). وبيان علاقة القيم المتعلقة بمواد استهلاكية معينة بالتطلع والرغبة لدى أفراد المجتمع لامتلاكها ، والتعرض لنوع الصعوبات التي تعرقل سير التقدم في سبيل تطوير مقاييس متحررة من الثقافة المحلية وقادرة على القياس الموضوعي للظاهرة الاجتماعية أينما وجدت.