التنشئة السياسية و تغيير الاتجاهات نحو دور المرأة : دراسة تحليلية لصورة المرأة في المناهج الدراسية الليبية

المؤلفون

  • أمال سليمان العبيدي

DOI:

https://doi.org/10.37376/deb.v24i.3166

الملخص

مجلة دراسات في الاقتصاد والتجارة - المجلد 24 لسنة 2005ن 

التنشئة السياسية و تغيير الاتجاهات نحو دور المرأة : دراسة تحليلية لصورة المرأة في 

المناهج الدراسية الليبية 

د. أمال سليمان العبيدي أستاذ مساعد، قسم العلوم السياسية 

كلية الاقتصاد. جامعة قاريونس 

المقدمة 

منذ سبعينيات القرن الماضي كان وضع المرأة ودورها في المجتمع أحد أهم القضايا الاجتماعية والسياسية المهيمنة في أيديولوجيا النظام في ليبيا، وذلك من أجل تمكينها وتفعيل دورها في المجتمع في مواجهة وجهات النظر والاتجاهات التقليدية التي لا تزال جزءا من الثقافة السائدة، وتمثل هذه التوجهات التقليدية تحديا عظيما لعملية التغيير داخل المجتمع. 

ومن بين القيم التقليدية التي لا تزال تشكل اتجاهات الأفراد في المجتمع العربي بصفة عامة و المجتمع الليبي على وجه الخصوص، والتي تؤكد دونية المرأة منها على سبيل المثال لا الحصر: المرأة ضعيفة ذهنيا وجسديا، المرأة جميلة ورقيقة ومزاجية، المرأة رمز للجنس ومصدر للعار، مكان المرأة البيت، وأعمال البيت هي وظيفة المرأة، ومن العار على المرأة ألا تتزوج(1) . فسيادة تلك القيم ساهمت بشكل كبير في إقصاء واستبعاد المرأة إلى وقت قريب من ممارسة دورها في المجتمع . 

وبصفة عامة يمكن القول بأن النظام السياسي في ليبيا حاول تغيير قيم واتجاهات الجيل الجديد تجاه المرأة عن طريق عملية التنشئة السياسية وقنواتها الرسمية المختلفة، والتي منها النظام النظام التعليمي وأدواته المختلفة، مثل 

المناهج والمقررات الدراسية. مع ذلك فإن الرسالة التي نقلتها هذه الأدوات عن المرأة كانت ضمن إطار القيم التقليدية، فإلى وقت قريب كانت أكثر الأفكار تكرارا وانتشارا في كتب القراءة خاصة في مرحلة التعليم الأساسي، تلك التي تعكس الدور التقليدي للمرأة كأم وزوجة، وكان هناك تركيز أقل على السياسات الرسمية الأخرى التي استهدفت المرأة، والتي ترجمت في تشريعات وقوانين تسعى إلى دعم المرأة ولتحقيق هذا الهدف فإن هذه الدراسة تعتمد على أداة تحليل المضمون "Content analysis" وذلك للتعرف على جملة الأفكار التي تعكسها هذه الكتب تجاه المرأة بصفة عامة، وكذلك التعرف على قيم الأيديولوجية الرسمية للنظام تجاه المرأة والتي تم التركيز عليها ونقلها من خلال تلك المناهج، التي تلعب دورا هاما في التأثير على المتلقي وهم الفئة المستهدفة من طلاب مرحلة التعليم الأساسي 

أولا: منهاجية الدراسة 

يعتبر النظام التعليمي في ليبيا من أهم قنوات التنشئة الرسمية التي ساهمت عبر فترات تاريخية مختلفة في نقل وتشكيل الثقافة السياسية في ليبيا، وفي هذا الإطار فقد لعبت المقررات الدراسية دورا هاما في نقل كثير من قيم وتوجهات النظام 

18 

مجلة دراسات في الاقتصاد والتجارة - المجلد 24 لسنة 2005 ف 

الأفكار رئيسية أم فرعية. وفي هذا الإطار فإن الدراسة اعتمدت جملة من المفاهيم والتي يمكن تعريفها على النحو التالي: 

السياسي في ليبيا خاصة بعد 1969(2) ومن ضمن القيم والتوجهات التي هيمنت على الخطاب السياسي منذ عام 1969، "قضية المرأة" ومحاولة تمكينها وتفعيل دورها في المجتمع، حيث ترجم ذلك في إصدار العديد من القوانين والتشريعات التي تهدف إلى تعزيز دورها 

  1. مفهوم التنشئة السياسية: وهو كل تعلم سياسي، رسمي أو غير رسمي مقصود أو غير مخطط له، بحيث تتصل هذه العملية بجميع مراحل حياة الفرد، كما تشمل هذه العملية أيضا التعلم السياسي الصريح الواضح، والتعليم غير السياسي الذي يؤثر على السلوك السياسي، وذلك مثل تعلم الأفراد بعض الاتجاهات الاجتماعية، أو اكتسابهم خصائص شخصية لها علاقة بالسياسة أو لها أثر

على سلوك الفرد السياسي(5) 

وفي هذا الإطار فإن هدف هذه الدراسة هو التعرف على دور المدرسة كأحد القنوات الرسمية التي استخدمها النظام في نقل كثير من القيم والتوجهات التي تبناها، والتي منها دور المرأة في المجتمع. وسيتم ذلك من خلال رصد وتحليل القيم السياسية والاجتماعية والدينية تجاه المرأة والتي تعكسها كتب القراءة كجزء من المناهج الدراسية في ليبيا، خاصة تلك الموجهة إلى طلاب مرحلة التعليم الأساسي، وذلك من خلال استخدام أداة تحليل المضمون "Content Analysis"، وهو أسلوب للبحث يهدف إلى الوصف الموضوعي المنظم الكمي للمحتوى الظاهر للاتصال (3) 

  1. المناهج الدراسية: ونقصد بها في إطار هذه الدراسة (كتب القراءة) لمرحلة التعليم الأساسي والتي من خلالها يمكن التعرف على المعلومات والقيم والتوجهات المختلفة سواء كانت سياسية أم أجتماعية أم دينية، التي يكتسبها الفرد ويتعلمها من خلال تلك الكتب. 
  2. مرحلة التعليم الأساسي: ونقصد بها هنا القاعدة الأساسية لتعليم الناشئة من سن السادسة حتى الخامسة عشرة، حسب النظام التعليمي الليبي ومدتها تسع سنوات، تبدأ من السنة الدراسية الأولى وحتی السنة التاسعة

وبصفة عامة فإن تحليل المضمون يركز على خمس وحدات أساسية لتحليل الرموز اللفظية، وهي الكلمات والأفكار والشخصيات والمفردات ومقاييس المساحة والزمن. في هذه الدراسة تستخدم الأفكار "Themes"، كوحدات للتحليل، فالفكرة في الموضوع قد تحتويها كلمة أو قد تكون جملة أو فقرة أو صورة، أو الموضوع كله قد يعبر عن فكرة واحدة (4) . وهذه الدراسة ستكون محاولة لتحديد الأفكار الأساسية التي تعكس صورة المرأة سواء كانت هذه 

  1. الثقافة السياسية: هي مجموعة التوجهات والاتجاهات والأنماط السلوكية التي يحملها الفرد تجاه النظام السياسي ومكوناته ودوره كفرد في النظام السياسي (6) 

 

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

2005-10-01

كيفية الاقتباس

العبيدي أ. س. . (2005). التنشئة السياسية و تغيير الاتجاهات نحو دور المرأة : دراسة تحليلية لصورة المرأة في المناهج الدراسية الليبية . دراسات في الاقتصاد والتجارة, 24. https://doi.org/10.37376/deb.v24i.3166

إصدار

القسم

Articles