العوامل المؤثرة في تحديد أتعاب عملية المراجعة من وجهة نظر المراجعين الخارجيين والشركات المساهمة الخاصة

( دراسة ميدانية على مدينة بنغازي )

الملخص

حيث أن خدمة المراجعة تمثل سلعة اقتصادية، فإن أتعاب عملية المراجعة تعتبر مصدر الإيراد الأساسي لمكاتب المراجعة بل وسبب وجودها، وبالتالي بات تعظيم أتعاب عملية المراجعة الهدف الذي تسعى مكاتب المراجعة إلى تحقيقه بغية الحصول على أفضل عائد ممكن من ممارستها للمهنة. كما تمثل أتعاب عملية المراجعة عبنا ماليا على الشركات الخاضعة لعملية المراجعة فتتوقع أن تحصل مقابله على منفعة تبرر ما تتحمله وفقا لمبدأ التكلفة والعائد. ومن هنا أصبحت عملية تحديد الأتعاب مسألة حيوية لكل من المراجعين الخارجيين والشركات الخاضعة لعملية المراجعة سواء من حيث تقييم المراجعين الخارجيين المدى عدالة وتناسب الأتعاب مع مايبذلونه من جهد وما يتكبدونه من تكلفة وما يتحملونه من مسئوليات من جراء قيامهم بأعمالهم ، أو من حيث مدى شعور الشركات الخاضعة لعملية المراجعة بحصولها على عائد أو منفعة تبرر تحمل مثل هذه التكاليف وتعتبر الأتعاب التي يتقاضاها المراجع الخارجي أحد المؤشرات المهمة التي تؤثر على إستقلالية وجودة الخدمة التي يقدمها . ففي ظل المنافسة الحادة تميل الأتعاب إلى الإنخفاض متأثرة بعاملی العرض والطلب ، مما يؤثر على عملية المراجعة تتلخص و اساس موضوعي عادل الخارجي استقلالية المراجع الخارجي بشكل جوهري [[188 :1980 ,Simunic]. ومن النتائج الأخرى المحتملة لظاهرة شدة التنافس بين المراجعين الخارجيين وانخفاض الأتعاب توجه بعض العملاء نحو الضغط على المراجع الخارجي التخفيض الأتعاب لتتناسب مع مستوى الأتعاب السائدة. وقد أظهرت العديد من الدراسات التي تناولت الأسباب المحتملة لتغيير المراجع الخارجي بان تخفيض الأتعاب كان من الأسباب الرئيسية وراء ذلك، و يدل هذا على أن بعض العملاء قد لا ينظرون إلى طبيعة جودة الخدمة التي يقدمها المراجع الخارجي وبالتالي يتجهون إلى تغييره بمراجع خارجي آخر يتقاضى أتعاب أقل من أجل التوفير، مما يشير إلى أن هذه الفئة من العملاء تنظر إلى عملية المراجعة كمتطلب قانوني إلزامي أو كمتطلب شكلي أكثر منه حماية لكيان واستمرارية الشركة [ أبو نصار، 1999 : 397 ] . 

أولا: عدم وجود أساس موض يمكن الاتفاق عليه بين المراجع الخار والشركة الخاضعة لعملية المراجعة للمراجع الخارجي عائدا معقولا لما بق من خدمة وفي ذات الوقت يحقق للشرى الخاضعة لعملية المراجعة العائد أو المن التي تبتغيها. ثانيا: التنافس القائم في الوقت الحالي بين مكاتب المراجعة، وأثر هذا التنافس على تحديد الأتعاب، وما يمكن أن يترتب عليه من قبول بعض المراجعين الخارجيين الأتعاب متدنية كسبا لبعض العملاء على أمل زيادتها مستقبلا وهو ما قد ينعكس على أداء المراجع الخارجي في القيام بعملية المراجعة ثالثا: محصلة تفاعل العاملين السابقين أدى إلى إلقاء الكثير من الشكوك حول استقلال المراجع الخارجي، وهو ما دفع الباحثين والمهتمين إلى إلقاء الضوء على موضوع تحديد أتعاب عملية المراجعة ومدی تأثيرها على سلوك و استقلال وكفاءة المراجع الخارجي .