تذكير بأسس النظام الجماهيري وموقع المنشأة الإشتراكية منه

الملخص

أيها الأخوة الاصدقاء .. 

سأحاول في هذه الكلمة المدخلية لندوتنا حول المنشأة الاشتراكية في الجماهيرية أن أذكركم ببعض سمات وأسس النظام الجماهيري الذي أتطور به النظرية العالمية الثالثة في الكتاب الاخضر بفصوله الثلاث : الركن السياسي ( سلطة الشعب ) ، الركن الاقتصادي ( الاشتراكية )، الركن الاجتماعي . كل ذلك بقصد تحديد موقع المنشأة الاشتراكية منه. هذه المنشأة التي سنتناقش حول مختلف أوجهها القانونية والادارية والاقتصادية والاجتماعية ما سمح تكويننا وثقافتنا وتجاربنا . 

ان النظام الجماهيري الجديد كما يرسمه الكتاب الاخضر يطرح نفسه من جهة كاستمرار التجارب الانسانية ونضالاتها من أجل الحرية وبالتالي حل مشاكل وأزمات الانسان المعاصر . ومن جهة أخرى ، كبديل وحيل للنظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطبقة حتى الآن في أرجاء المعمورة . 

ان الباعث الاساسي للبحث عن هذا البديل يجد أساسه في أقام الدليل العلمي والعملي على فشل وتخلف النظم القائمة في الوصول الى تحقيق حرية الانسان وتأكيد آدميته كأغلى خليقة وخليفة في الارض .. فكل يوم ورغم التقدم العلمي والتقني فالانسان يزداد اغترابا وقهر والحريات تداس والمجاعة تنتشر والحروب تهدد والامن العام والعالمي في كف عفريت كما يقولون . 

ان النظم السياسية والاجتماعية المعاصرة تتأرجح من أقصى اليمين الى أقصى الشمال حسب الاستراتيجية والمنهج المعتمد في كل منها ۰ حيث يهتم بعضها بالفرد والفردية ويأتي الآخر كنقيض ورد فعل للاولي حيث يغلب المجتمع أو جزء منه دون اعتبار لكوامن الانسان الفرد وذاتيته - 

أيها الأخوة الاصدقاء .. 

ان هذا الشطط المنهجي والنظرة البغيضة الردية ( أو الرد فعلية - هي التي أدت الى نتائج شاذة في التطبيق . وهكذا يقترح الكتاب الاخضر 

مدخلا ومنهجا آخر يعترف بالفرد وحرياته الحقيقية ولا يغفل الجماعة .. بل ربط القضيتين ربطا جدليا متوازنا فلا حرية او امة دون حرية أفراده ولا حرية الانسان دون حرية مجتمعه وشعبه 

انه النهج التكاملي الذي يحترم طبيعة الاشياء ويعيد التوازن استمراريته .. وآمل ألا يفهم من ذلك أنه منهج توفيقي أو تلفيق منهج جذرى وان كان وسطا فبالمعنى القرآني للوسط أي الافضل . 

على أية حال ان الايام والمعايشة هي التي تدحض أو تؤيد ما 

وهي وحدها التي تتيح فرص التقويم العلمي للنتائج . 

أيها الأخوة الاصدقاء .. 

رغم وحدة النظرية وتكاملية حلقاتها وأجزائها المختلفة الم 

والاقتصادية والاجتماعية ، ورغم تحكمية الكلام عن جزئيه بمعزل الأخريات ، الا أنني سأحاول وبايجاز شديد التعرض لبعض القضايا أرى أنه من الضروري التعرض لها كتقديم لندوتنا .