شرعية تشريح جثة الانسان للتعليم الطبي
DOI:
https://doi.org/10.37376/jols.v11i.2138الملخص
انه لمن دواعي سروري أن تتاح لي فرصة الكتابة عن موضوع : « شرعية تشريح جثة الانسان للتعليم الطبي » بمناسبة انعقاد مؤتمر المسئولية الطبية على أرض ليبيا الحبيبة .
واذا كان شعار ليبيا انه «لا ديمقراطية بلا مؤتمرات شعبية »، فانا اقول بان البحث والمناقشة العلمية والعملية عن طريق المؤتمرات الدولية العلمية العربية منها والاجنبية هم الاداة والوسيلة الوحيدة للقاء الافكار العلمية والوصول الى نتائج علمية وعملية تقرب من الفكر البشري مع تباعد أصحابه أرضا وتقاربهم روحا وفكرا .
نحن يا سادتي معشر الحقوقيين ان لم يكن معشر المثقفين مطالبين من قبل المجتمع ومن قبل هذه الأمة العربية بالاهتمام بهذه المواضيع الحية الغنية التي لم تزل حتى الآن في مجتمعنا العربي مجرد أفكار لا ناظم لها ومجرد اقوال لا رابطة بينها .
وعودة منا الى اغوار الماضي السحيق نجد ان الانسان كان وما زال يفتش عن الخلود وعن الديمومة سواء بصورة مباشرة من قوله « انا لا اريد الموت » أو بصورة غير مباشرة في قوله « أنا لا اريد الموت لاني مريض بمرض عضال لا شفاء له )۰
وحب الخلود هذا هو الذي دفع الانسان في حرب ضد المرض ودفعه بالتالي لاكتشاف اسبابه والسيطرة عليها بل والقضاء عليها ليحيا حياة سلم واستقرار وهذه الحرب لم تكن من السهولة بمكان بل هي باهظة التكاليف من بحث ودرس واختبار وضحايا.
واذا كنا اليوم نتكلم عن المسئولية الطبية بصورة عامة وعن شرعية تشريح جثة الانسان للتعليم الطبي ، فهذا لا يعني أننا نستطيع نسيان ما عاني وما يعانی علم الطب بصورة عامة ، وعلم الجراحة بصورة خاصة مخاطر وصعوبات . لان علم الجراحة ليس علما جامدا ساكنا بلد دینامیکی وخطر من أوجه عديدة سواء بالنسبة للجراح الذي قد يسأل جزائيا او مدنيا أو مهنيا عن الاخطاء التي يرتكبها ، وسواء بالنسبة للواهب أو المتبرع باخذ جثته وتشريحها بعد وفاته للاغراض العلمية والتعليمية أو بالنسبة لعائلته وأهله وحتى بالنسبة للموهوب له .
واختياري لموضوع « شرعية تشريح جثة الانسان للاغراض بل للتعليم الطبي » رغم غرابة وصعوبة محتواه من جهة ودقة أبعاده من جهة أخرى يعود الى ان هذا الموضوع على ما أعلم لم يتصدى أحد حتى الآن في البلاد العربية لبحثه بشكل متكامل على ضوء القوانين والتشريعات النافذة في كل دولة عربية ، وبالتالي فان مصادره العربية هي مفقودة تماما .
وقد زاد من اصراري على الخوض به عندما سالت أحد الأطباء الشرعيين عن تعريف الجثة من وجهة نظر الطب الشرعي فاجابني بانه لم يسمع بتعريف الجثة طبيا في حياته .
التنزيلات

التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2022 مجلة دراسات قانونية

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.