الادارة الشعبية وأفاق التغيير الاداري

الملخص

ان المتتبع لمعظم الدراسات والأبحاث التي تناولت هذا الموضوع وهو الادارة الشعبية ، يجد أن معظمها يتركز حول الجانب الوصفي لها فيتناول بالشرح والتفصيل تنظيم اللجان الشعبية وتشكيلها واختصاصاتها وعلاقاتها بالمؤتمرات الشعبية . وهذا الأسلوب من الدراسة غير كاف على الاطلاق لانه لايعطي هذا الموضوع مايستحقه من الدراسة العميقة التحليلية .

ومن هنا كان اتجاه هذا البحث إلى الدراسة الانتقادية المقارنة التي تتناول الادارة الشعبية من زواية التغيير الاداري الذي تحدثه في المفاهيم والنظم الادارية التقليدية.

والسؤال الذي يطرح نفسه بادىء ذي بدء : لماذا يكون للادارة الشعبية تأثير على النظم الادارية العالمية والمفاهيم الادارية التقليدية ؟ لماذا تكون الادارة الشعبية منطلقا لهذا التغيير ، ولماذا تكون الادارة الشعبية نموذجا اداريا رائدا ؟ ومن هذا المنطلق كان لابد قبل القاء الضوء على التغييرات الجذرية التي تحدثها الادارة الشعبية في مجال الادارة وفي مجال مفاهيم القانون الاداري التقليدية ، أن نعرض للخصائص الذاتية للادارة الشعبية التي تعطيها هذه القدرة على التغيير ومعالجة هذا الموضوع لايمكن أن تكون فقط في اطار الدراسات القانونية البحتة ، وانما ينبغي أن تكون أيضا في اطار دراسات العلوم الادارية ، خصوصا وأن الادارة الشعبية تواجه نظا ادارية وتقليدية متباينة يستند بعضها أو في جانب منها الى نظریات ادارية بمفاهيم العلوم الادارية وليس فقط بمفاهيم القانون الاداری .