قضية القول بخلق القرآن عند المعتزلة

الملخص

أجمعت الأمة الإسلامية على أن الله متكلم واستحالة التكلم من غير ثبوت الكلام، وهذا لا خلاف فيه. في حين أن المعتزلة فسروا ما أجمعت علية الأمة الإسلامية من ثبوت الكلام لله بأنه أصوات وحروف يخلقها الله في غيره كاللوح المحفوظ، وجبريل، وغير ذلك. وعلى هذا فكلام الله عندهم حادث وليس بقديم، ثم إنهم لم يُثبتوا لله شيئاً آخر من وراء هذه الأصوات والحروف تحت اسم الكلام وأنكروا أن يكون لله صفة قديمة قائمة بذاته هي الكلام، وبناءً على ذلك قالوا بخلق القرآن. فالقرآن حسب رأي المعتزلة فعل من أفعال الله تعالى الذي خلقه إذا أراد أن يتكلم ويتعامل بعباده، سواء كان الأمر أو النهي أو الوعد والوعيد، ولذا لا يجوز أن يقال عندهم أفعال الله قديمة كما لا يجوز أن تكون جميع نعم الله المعطاة للعباد قديمة، لذلك كان القرآن عندهم مخلوق ومحدث، لأنه من فعل الله تعالى الذي فعله الله تعالى استمراراً بالمصلحة والحاجات. فالمعتزلة لا يثبتون لله كلاماً بحرف أو بصوت، وإنما يثبتون له القدرة على الكلام في أي وقت يثبتون له الإرادة في أي وقت. ويمنعون عنه الحرف والصوت. حتى لا يثبتون لله جسماً ومتكلماً من مكان ما.