المناهـــــج التعليميـــــة ودورهـــا في ترسيــــــخ الهويـــة الوطنيـــة " دراســــــة تحليليــــة "

الملخص

هدف البحث إلي التعرف على مفهوم الهوية ومفهوم التربية الوطنية، وأهداف التربية الوطنية، وكذلك التعرف على النظريات التي فسرت عن دور التعليم في تعزيز الهوية الوطنية، والتعرف على قيم الهوية الوطنية المتضمنة في مقرر التربية الوطنية بمرحلة التعليم الأساسي بالدولة الليبية، ولتحقيق أهداف البحث استخدم الباحثان المنهج الوصفي التحليلي، وتوصلت نتائج البحث إلي أن للفكر التربوي دور أساسي ومهم في تقويم العقول وتوجيهها نحو السلوك السليم، ولا شك أن حماية عقول الشباب كانت ولازالت مكفولة من قبل التربويون، من أجل إعداد جيل من بناة الأمة وحُماتُها، وهذا الدور لا يكتمل إلا من خلال التعاون بين مؤسسات باختلاف أدوراها ووظائفها، من الأسرة والمدرسة، وتسخير الامكانات التي يحتاجها التربويون لبذل جهودهم في تحصين الشباب ، و توجيهه نحو الفكر الذي يخدم دينه و أمته والحفاظ على هويته والاعتزاز بها، وفي ضوء نتائج البحث  أوصي الباحثان بالآتي:

1-أن يتيح المناخ المدرسي الفرصة لدعم الثقافة الوطنية دون الانغلاق عليها، ودون الرفض لما هو جديد من نتاج التطور المعرفي، الذي قد يسهم في تطوير ثقافتنا ويتفق مع عقيدتنا، ويعود بالنفع على الوطن، فنحافظ على هويتنا الوطنية وبنفس الوقت نساير عملية التطور والتغيير.

2-العمل على تعميق وتعزيز النشاط الاجتماعي، من خلال حت المتعلمين على المشاركة في الفاعليات والمناسبات الوطنية؛ التي تساهم في تنمية روح الانتماء و الولاء للوطن.

3-عقد دورات تدريبية للمشرفين التربويين والمعلمين أثناء الخدمة، يتم من خلالها اكسابهم المهارات والاتجاهات اللازمة وتجعلهم على وعي وفهم، وإدراك جميع أبعاد الهوية الوطنية.

4-العمل على تفعيــل برامــج الثقافــة المدنيــة، وتدريســها للمتعلمين فــي جميع المراحل التعليمية حول قيم الهوية الوطنية، وضـرورة تفعيـل مقـررات حقـوق الانسـان، وأن تركـز هـذه المقـررات علـى ضـرورة تغييـر ثقافـة الصمـت والتلقيـن والالقـاء فـي أسـلوب التعامـل مـع المتعلمين، إلـى أسـلوب حـواري يحقـق فيـه المتعلم ذاتـه ويتـدرب علـى حريـة الـرأي، وتقبـل الـرأي الاخـر وينشـأ علـى الحـوار والمناقشـة والنقـد الايجابـي البنـاء.

5-إسـهام المؤسسات التربوية و التعليمية مـع المجتمـع ككل فـي التأسـيس لمجتمـع ذي مواطنـة صالحـة مـن خـلال مشـروع قومـي عـن المواطنـة يشـارك فيـه نخبـة مـن أسـاتذة التربيـة، والاخـذ فـي الاعتبـار عـده آليـات للمحافظـة علـى الخصوصيـة الثقافيـة للمجتمـع الليبي، والتأكيـد علـى القيـم الاجتماعيـة والوطنيـة السـائدة، والتكيـف مـع تحديـات العولمـة.