استلهام الحكاية الشعبيّة في المجموعة القصصيّة الخيول البيض لأحمد يوسف عقيلة سماته ودلالاته

الملخص

      يمتلك الباحث والقاص الليبي أحمد يوسف عقيلة رصيدًا معتبرًا من التراث الحكائي الشعبيّ، رسخ في ذاكرته بسبب نشأته البدويّة في ربوع قرية عمر المختار، بأحضان وادي الكوف في الجبل الأخضر، أين كان يستمع بشغف إلى حكايات العجائز والشيوخ، في مساءات قريته الهادئة، ونما في وجدانه بسبب ولعه منذ بداياته بجمع تلك الحكايات وتدوينها.

      إنّ القارئ لأعمال أحمد يوسف عقيلة القصصيّة يشعر منذ القصّة الأولى أنّه إزاء نصٍّ أدبي وثيق الصلة بالتراث، يطلق فيه الكاتب العنان لذاكرته، مشدودًا بحنين جارف إلى الاندماج في عالم مثالي، رسمته في مخيّلته حكايات الخالات، وفي غمرات تلك الصلة بين الفنّ القصصي، وبين التراث الحكائي، تبدو الصورة على الجانب الآخر، نصًّا أدبيًا متشبعًا بالتراث، حتّى لا يكاد القارئ يلمس فيه حدًّا فاصلاً بين ما هو منتسب إلى العصر، وبين ما هو تراثي ينتمي إلى سلطان الذاكرة. 

      تناولت هذه الدراسة ظاهرة استلهام التراث الحكائي الشعبي في الأعمال القصصية للكاتب أحمد يوسف عقيلة، حيث سعى الباحث إلى إبراز الصلة بين القصّة القصيرة عند الكاتب، وبين التراث الحكائي الشعبي عبر دراسة نقدية تحليليّة تكشف سمات هذا الاستلهام ودلالاته.