إمكانات الغاز الصخري في حوض غداميس كمورد طاقة مستقبلي، ليبيا

الملخص

في السنوات العشر الأولى من القرن الحادي والعشرين، شهد بوادر على تغير نوعي في مجال مصادر الطاقة العالمية ، حيث توجد دلائل على حدوث تغيير نسبي في مصادر الطاقة المفضلة عالميًا. فالغاز الصخري بظهوره هو ظهور استراتيجيات جديدة لسوق الغاز العالمية ، ذلك للخصائص المرتبطة به مثل العرض والطلب في السوق والتكاليف واسعاره.

من الواضح أن الاكتشافات العالمية لاحتياطيات الغاز الصخري ستعيد صياغة الخريطة الجيوسياسية للطاقة ، وستكون أحد المصادر الرئيسية في المستقبل. فبعد الدراسات والبحوث في العديد من البلدان ، قدرت الوكالة الفيدرالية الأمريكية لمعلومات الطاقة أن موارد الغاز الصخري يمكن أن تزيد الغاز القابل للاستخراج بأكثر من 40٪ ، وكذلك يشير هذا إلى إمكانية تحول العديد من الدول المستوردة للغاز إلى دول منتجة ، و قد تصبح بعض الدول مُصدرة للغاز في المستقبل. كل هذه الحقائق تمهد الطريق لمرحلة جديدة تصبح ثروة الغاز الصخري التي قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في مسار تجارة الغاز في العقد المقبل ، مما قد يؤثر على الأسواق وأسعار النفط والغاز العالمية.

من ناحية أخرى ، يواجه التنقيب عن الغاز الصخري وإنتاجه العديد من التحديات مثل التطبيقات التقنية المستخدمة والآثار البيئية ومخاوف من استخدام المياه فى التكسير الهيدروليكي والتي لا تتوافق مع اللوائح الدولية.

تشير الاحتياطيات المقدرة من قبل إدارة معلومات الطاقة إلى أن الاحتياطي القابل للاسترداد تقنيًا  من الغاز الصخري في حوض غدامس يتراوح بين 80-120 تريليون قدم مكعب. في حين قدرت دراسة( ARI ) أن الغاز في ليبيا في هو 1147 تريليون قدم مكعب ، في حين أن الاحتياطيات القابلة للاستخراج 290 تريليون قدم مكعب. هذا الأخير أكبر بخمس مرات من الاحتياطيات التقليدية المؤكدة في البلاد, حيث أن الغاز الصخري الموجود في حوض غدامس 57 تريليون قدم مكعب و 1090 تريليون قدم مكعب في حوض سرت.

الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو تسليط الضوء على تقييم الغاز الصخري المكتشف في حوض غدامس في ليبيا باستخدام مصفوفة تحليل(SWOT  :القوة والضعف والفرصة والتهديد ) ومقارنة معايير التقييم مثل مساحة الحوض وسمك الدفع والعمق واجمالي الهيدروكربون العضوي ، والاحتياطي القابل للاسترداد تقنيًا مع أحواض أخرى في العالم ، كغاز صخري يكون مصدر جديد للطاقة.