العلاقات الليبيّة السودانيّة (1969م-1989م )

الملخص

تشير معظم الدراسات التاريخية إلى أن العلاقات بين ليبيا والسودان نشأت منذ عهود الرومان قبل أن يصل العرب إلى شمال أفريقيا، وقد لعبت القوافل التجارية عبر الصحراء دوراً بارزاً في تطور العلاقات بين البلدين.

          فقد كانت العلاقات بين السودان وليبيا ضعيفة في فترة ما بعد الاستقلال إبان فترة النظام الملكي السابق الذي كان يعيش في عزلة تامة عن العالم العربي والأفريقي على الرغم من روابط الجوار الجغرافي والعروبة والإسلام حتى عام 1969م الذي شهد ميلاد نظامي حكم عسكريين في البلدين، وسرعان ما أظهر النظامان الجديدان تقارباً كبيراً بينهما بتأثير من الرئيس المصري جمال عبد الناصر عرَّاب استراتيجية القومية الوجودية العربية التي علقت عليها آمال عريضة استناداً على تكامل ثلاثة عناصر ، الأيدي العاملة المصرية، والأراضي والموارد السودانية ورأس المال الليبي.

          تأرجحت بعد ذلك العلاقات بين البلدين ، وفشلت الوحدة بسبب تناقض سياسات الدولتين الخارجية وصولاً إلى تدهور تام تمثل في الصراع المسلح أو دعم كل دولة لمعارضة الدولة الأخرى، واتهم الرئيس نميري وقوف القذافي وراء انقلاب يوليو 1976م "المرتزقة"، ثم تداعوا إلى الصلح مرة أخرى في اجتماع طرابلس يناير 1978م حيث توطدت العلاقات من جديد وبلغت ذروة تطورها بعد الانتفاضة الشعبية مروراً بمرحلة الديمقراطية، وبينما ظلت العلاقات السياسية في تأرجح بين البلدين، إلا أن العلاقات الثقافية والدينية ظلت تشكل تطوراً وازدهاراً في مختلف المراحل إذا أن العلاقات بين الشعوب من أهم المرتكزات الأساسية التي تقف سداً منيعاً ضد الانحرافات السياسية الموجهة وفقاً للمصالح الفردية والدولية والمستقبل القريب سيشهد تحولاً كبيراً وموفقاً في العلاقات بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بعد إزالة كافة العراقيل كافة التي كانت تقف في طريق التكامل بين البلدين.