أهل السنة: فرقة أم مذهب أم منهج؟

الملخص

     يسمون أهل السنة والجماعة، لأنهم يرون مسلكهم الأصل، وما عداه خروج عليه ، وكان المسلمون في الصدر الأول سلفيين جميعاً، لا يأخذون في الأصول والفرع إلا بما ورد في الكتاب والسنة ، آمنوا بالله من غير بحث ولا جدل ، وفهموا الآيات القرآنية فهماً على حسب ظاهرها، وأول من سموا أنفسهم بأهل السنة هم جماعة الأشاعرة وليس كما هو معروف أنه من الحنابلة ، ولكن بعد انتشار مذهب الأشاعرة وضمور منهج المعتزلة ، ظهرت كلمة أهل السنة والتي أصبح الكل يدعى أنه على منهج السنة ، ومع مرور الوقت أضيفت كلمة " الجماعة " وتعرف فيما بعد بمذهب أهل السنة والجماعة ، وكان دخول أهل الحديث والسنة " السلفية " على الحوار والنقاش بين الفرق الإسلامية من معتزلة وجبرية وأشاعرة ، لغرض وقف الاندفاع تجاه الآراء المتأثرة بالفلسفة اليونانية ، كما أنهم رفضوا المنطق وعلم الكلام والقياس ، واهتموا بجمع الأحاديث وتخريجها وتصنيفها ، والمذهب الحنبلي جمع أحاديث النبي صل الله عليه وسلم والابتعاد عن السنة يعد بدعة. 

    وأهل السنة ليس لهم أصول غير الكتاب والسنة النبوية يسوقون منها معتقدهم ، بل هم مقتصرون عليهما ، ثابتين على اعتقادهم لا يتزعزعون عنه على مر العصور ، فهم نفس اعتقاد الصحابة رضي الله عنهم ، متمسكين بالكتاب والسنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى كتاب الله وسنتي ، ويقول ابن مسعود " إنا نقتدي ولا نبتدى ، ونتبع و لا نبتدع ، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر " ، ولذلك عصم الله تعالى أهل السنة والجماعة من الزيغ والضلال ، إن أهل السنة والجماعة هم أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم ، وهم التابعون لهم بإحسان ، ومن سار على منهجهم ، وسلك طريقتهم إلى يوم الدين ، ولم تسمى أهل السنة والجماعة بهذا الاسم " أهل السنة والجماعة " إلا بعد ما ظهرت البدع ، وتعددت فر الضلال.