ابن مالك وأثره في التعليم المعاصر

الملخص

     ابن مالك ولد ونشأ في الأندلس ومنها أخذ بدايات تعليمه ثم انتقل إلى مصر والحجاز واستقر في الشام فتتلمذ على شيوخها من أمثال السخاوي، وابن يعيش وتلميذه ابن عمرون وغيرهم، فنال ابن مالك شهرة كبيرة في عصره، فكلِّف بالتدريس في مجالسها العلميّة في دمشق، وألّف الكثير من الكتب في شتى فنون اللغة، وكان في مؤلّفاته يدعو إلى التسهيل التيسير كما كان في اختياره للآراء وسطا ويدعو إلى الابتعاد عن التعقيد والتكليف ويردد ذلك دائما في كتبه.

     وابن مالك نحوي مجدد فقد اختار من آراء البصريين الكثير وخالفهم في الكثير واختار من آراء الكوفيين الكثير أيضا وخالفهم في الكثير واختار من البغداديين والأندلسيين وغيرهم وخالفهم أيضا وهو في خياراته يدافع عن رأيه ويلزم الحجة ويكثر من الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وكلام العرب المنثور والمنظوم.

    وهذا الأسلوب في الوسطية بالإضافة إلى التجديد والتسهيل والابتعاد عن التعقيد كان له عظيم الأثر في مؤلفاته التي  أقبل عليها طلاب العلم ينهلون منها كما كان له أثره على التعليم المعاصر أيضا  فما المناهج التي تدرّس الآن في المدارس والجامعات إلّا تطبيقًا لمنهج ابن مالك ودعواته المستمرة بالتسهيل لهذا كان هذا البحث الذي جاء في مبحثين.

المبحث الأول بعنوان ابن مالك وموقفه من التراث النحوي، وقسمته مطلبين. المطلب الأول التعريف بابن مالك وأما المطلب الثاني مذهب ابن مالك النحوي.

والمبحث الثاني الذي جعلته بعنوان: التجديد عند ابن مالك وأثره في التعليم المعاصر وقسّمته هو الآخر إلى مطلبين.

المطلب الأول معالم التجديد عن ابن مالك، والثاني أثر ابن مالك في التعليم المعاصر.