صفي الدين السنوسي ودوره في الجهاد الليبي 1914 - 1923 م

الملخص

نتعرض في هذا البحث إلى صفي الدين السنوسي أحد أفراد العائلة السنوسية وشقيق
المجاهد الكبير أحمد الشريف السنوسي محاولین تسليط الضوء على دوره في الجهاد الليبي منذ
عام 1914-1923م، وهي مرحلة تقلده للعديد من المراكز الجهادية والإدارية والسياسية،
حيث أنه ومنذ عام 1914م، كان نائبا لأخيه أحمد الشريف على الجهات الغربية من برقة.
وبتلك الفترة توجه إلى تخوم سرت في غرب البلاد لمعاضدة المجاهدين ومحاربة العدو
الإيطالي. وهنالك قاد معركة القرضابية الشهيرة عام 1915م، برفقة رمضان السويحلي وأحمد
سيف النصر وغيرهما من المجاهدين.
فقد خطط واستعد لهذه المعركة؛ التي كان لها تأثير واضح فيما بعد في تحرير معظم
المدن في غرب البلاد أمام ارتفاع الروح المعنوية للمجاهدين وانسحاب القوات الإيطالية بشكل
جماعي نحو الساحل الليبي وتخليها عن الدواخل حتى دون مقاومة منهم. وبعد هذه المعركة عاد
صفي الدين إلى برقة بطلب من إدريس السنوسي الذي تقلد أمور برقة بعد رحيل أحمد
الشريف. وهنالك اعتمد عليه إدريس السنوسي كثيرا وكان ثقته وينوب عليه في العديد من
الأمور، حيث كلفه بقيادة وتنظيم الأدوار الشرقية من برقة منذ عام 1917م حتى عام 1920م،
وبعد تأسيس الأدوار المختلطة في برقة عام 1921م، أصبح صفي الدين السنوس
ناظراوبعبارة أخرى قائدة لتلك الأدوار.
كما سار صفي الدين رئيسا لمجلس نواب برقة خلال تلك المرحلة إلى أن قدم استقالته في
أكتوبر من عام 1922م، احتجاجا على تصرفات المتصرف الإيطالي في برقة. كما سعی
صفي الدين في حل العديد من النزاعات بين قبائل برقة خلال عام 1917م، ووفق في هذا
المسعى بحل العديد من تلك النزاعات.
وأخيرا كلفه إدريس السنوسي نائبا عنه لتنظيم الجهاد في غرب البلاد، ورغم سفره إلى
تلك الجهات في مارس من عام 1923م، ومحاولته تنظيم الجهاد وجمع زعماء الجهاد
والمجاهدين في معسكر موحد لتوحيد قواهم، إلا أن الوقت كان قد فات باحتلال الإيطاليين
العديد من المدن في غرب البلاد وأمام عدم تفاهم زعماء الجهاد فيما بينهم في ذلك المعسكر
وتركهم إياه وانتقالهم إلى مدنهم كل ذلك أدى إلى تفكيك المقاومة؛ مما دعا صفي الدين للعودة
إلى برقة ليمكث في جالو ثم يستقر في الجغبوب حتى رحيله إلى مصر في ديسمبر من عام
1925م.