زاوية عين كلك في تشاد

الملخص

مما لا شك فيه أن تقييم تجربة مواجهة الحركة السنوسية لالستعمار الفرنسي في تشاد، والوقوف على
تحول مراكز الحركة من منابر دعوية وإصالحية إلى حصون عسكرية؛ للوقو ف في وجه الزحف الفرنسي -
أمر يستحق الدراسة والتمعن، وخاصة زاوية عين كلك التي تحتل

مكان
ا فريدا في النظام السنوسي في جنوب
الصحراء، على عكس الزوايا األخرى في إقليم بركو التي ظلت محدودة للغاية في تطورها. وتتمحور إشكالية
هذا البحث حول سؤال رئيس أال وهو: ما االستراتيجية التي من أجلها أسست الزوايا السنوسية في الصحراء؟
وكيف تحولت الزوايا السنوسية من مراكز دعوية إلى قالع عسكرية؟ أما المنهج المتبع في الدراسة فهو تجميع
األدلة الماضية، والعمل على ترتيبها وتصنيفها ونقدها، ثم عرضها في صورة حقائق مو ثقة، والخروج بمدلوالت
وقرائن تساعد على فهم التطور العسكري واالقتصادي واالجتماعي في الزوايا السنوسية. وقد توصلت الدراسة
إلى أن زاوية عين كلك قد أصبحت تدريجيا مدينة حامية وسط الصحراء، وإن ظهور الشبكة المتماسكة من
اإلخوان السنوسيين والفاعلين المحليين، دفع بالزاوية إلى أن تسير في مسارين من جهة قوة عسكرية غازية
نتيجة للتهديد الفرنسي، ومن ناحية ثانية منارة علمية تؤدي دورها االجتماعي والثقافي والديني في بناء المجتمع
المحلي.