نصال حطية حيفان الحجرية في واحة الجغبوب

الملخص

يتناول هذا البحث دراسة خمس أدوات حجرية، أربعة نصال ونواة تصنيع، عُثِر عليها في منطقة حطية حيفان جنوب غرب الجغبوب، ووضعت في متحف طبرق العسكري على أنها أحجار طبيعية من الواحة، لكن بدراستها تبيّن أنَّها من صنع إنسان العصور الحجرية، وتحديدًا العصر الحجري القديم الأعلى، المؤرخ تقريبًا ما بين 30 - 40 ألف سنة مضت، كما اتّضح من خلال الأكسدة التي غطّت هذه الأدوات بأنّها ليست كلّها من المنطقة نفسها، وأنّ بعضها جُلب من مناطق أخرى، وبتتبّع تقنية التّصنيع نلاحظ وجود فوارق تصنيعية، برهنت على وجود فكرٍ تقنيٍّ متنوّع، أمّا نواة التصنيع أو الكتلة الرئيسة للحجر فإنَّ الصانع انتزع منها الكثير من الشظايا لتصنيع أدوات أخرى؛ ونظرًا لأنَّ عدد الأدوات المدروسة قليل، لا يعطي معلومات متكاملة عن ثقافة هذا العصر بالكامل ويقلل من أهمية البحث، فقد جرى التّطرّق إلى عدة محاور؛ الغرض منها زيادة المعلومات، وإظهار الموضوع بشكل متناسق، منها أنواع الصخور المستعملة في تصنيع الأدوات، وطرائق التصنيع، ومواصفات النصال وعيوبها، وتتبع ثقافة العصر الحجري القديم الأعلى وصناعاته في الإقليم الشرقي من ليبيا، والوقوف على مواقعها، وطبيعة شواهدها الأثرية، تحديدًا في الجبل الأخضر وسهل بنغازي، والمناطق الصحراوية المحيطة بمدينة الكفرة، ومن ثم نتوصل إلى النتائج التي أكّدت قدم الاستيطان البشريّ في الجغبوب، الذي يبدأ منذ العصر الحجري القديم الأسفل، بعد إجراء مقارنة بين أدوات سيوة، وأدوات الواحة السابقة، حيث تبيّن وجود ثقافة واحدة بين المنطقتين، وينتهي البحث بخاتمة وتوصيات تمثّلت في إجراءات وقائيّة؛ للمحافظة على موروث الواحة الثقافي.