القوى المتصارعة في المغرب خلال القرن الثاني هجري ودور ليبيا فيه

المؤلفون

  • د.مراجع الغناي

DOI:

https://doi.org/10.37376/jofoa.vi5.2900

الملخص

إن تاريخ النفوذ العباسي في ليبيا وإفريقية ، يعود إلى أول العهد العباسي ، منذ زمن أبي العباس السفاح، وإن كان نفوذا إسميا فقط، وذلك أن كل بلاد المغرب، ابتداء من حد مصر الغربي وحتى المحيط الأطلسي وكذلك الأندلس الإسلامية ، كانت تحت إمرة عبد الرحمن بن حبیب الفهري.
وكان عبد الرحمن هذا لما أن ضعفت الدولة الأموية في آخر أيامها ، وكثرت الفتن في المشرق واشتدت الخصومات بين أبناء البيت الأموي ، وكثر الثوار بالمغرب والأندلس ، واشتد أوار الفتنة بين القيسية و اليمنية في المغربین، انثري على إمارة المغرب، وطرد واليه حنظلة بن صفوان في جمادی الأولى سنة ۱۲۷ه ، وأقام نفسه أميرة عليه. ثم إنه بايع مروان بن محمد آخر أمراء بني أمية . ولما أن سقطت الدولة الأموية سنه ۱۳۲ ه وقامت دولة بني العباس، قام عبد الرحمن بن حبيب بإرسال بيعته للخليفة العباسي أبي العباس السفاح.
ولما أن تولى الدولة العباسية، الخليفة أبو جعفر المنصور ۱۳۰ ه بعث إلى ابن حبيب الفهري يستعجل بيعته، فبايعه وأرسل إليه بعض الهدايا . يقول الرقيق القيرواني عن ذلك: «ووجه إليه بهدية نزرة كان فيها بزاة وكلاب وكتب إليه : إن إفريقية اليوم إسلامية كلها ، وقد انقطع السبي منها فلا تسألني ما ليس قبلي ، فغضب أبو جعفر وكتب إليه يتوعده" .
وكان أن ساءت العلاقات بين الطرفين ، وانتهت بخلع عبد الرحمن لطاعته لي بني العباس ، والاستقلال بالمغرب استقلالا تاما. غير أنه مما يلفت النظر أن يكون سبب سوء العلاقة بين الطرفين ، عدم إرسال أمير المغرب لبعض الجواري إلى الأمير العباسي كما يذكر النص ، والواقع يجب ألا نقف عند هذا السبب الواهي الذي ذكره المؤرخون .
وأرجح الأسباب ، أن عبد الرحمن بن حبيب لما أن قامت الدولة العباسية وقدم طاعته لها وبايع أول أمرائها ، كانت بيعته مقتصرة على الطاعة الإسمية والخطبة باسم العباسيين على منابر المغرب والأندلس ، ولم تتعد طاعته لهم ذلك إلى إرساله للأموال المتحصلة من وجوه الجباية ، ولعل أبا العباس السفاح قد رضي بهذا الوضع واكتفى من ابن حبيب بهذه الطاعة الظاهرة، ذلك أنه كان في موقف لا يسمح له بالإصرار على ابن حبيب لأن يرسل إليه أموال المغرب و يشتد معه في المعاملة ، ذلك لأن الدولة العباسية ما زالت في ابتداء أمرها والخطر يتهددها ، ومن ثم فإنه من المفيد للسفاح أن يضمن ولاء عبد الرحمان بن حبيب وطاعته وبالتالي عموم السيادة العباسية على المغرب والأندلس، و ذلك بدلا من خروجه عنهم وما قد يحمله ذلك من إمكان محاربته لهم أو تشجيعه للأمويين ورفدهم لاستعادة ملكهم، خاصة أن الكثير من أمراء بني أميه كان قد لجأ إلى ابن حبيب وعاش في كنفه .
ولكن بعد أن تولى الدولة العباسية أبو جعفر المنصور اختلف الأمر ، ذلك أنه أكثر إقدامأً من أبي العباس ، كما أن الدولة قد رسخت قواعدها وكثرت الأموال بخزائنها و نمی اقتصادها وكثرت جيوشها و انتظمت ، لذلك تطلع العباسپون إلى أن تكون سلطتهم على المغرب سلطة فعلية ، فالأرجح أن يكون أبو جعفر قد طلب من ابن حبيب ، أن يبعث له بأموال المغرب، وأن هذا رفض ذلك، وانتهى الأمر بالقطاع العلاقة بين الطرفين وتربص كل منهما بالآخر في جولة قادمة .

 

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

1973-12-01

كيفية الاقتباس

الغناي د. (1973). القوى المتصارعة في المغرب خلال القرن الثاني هجري ودور ليبيا فيه. مجلة كلية الاداب, (5). https://doi.org/10.37376/jofoa.vi5.2900

إصدار

القسم

Articles