علاقة المؤلف علاقة المؤلف بالناشر

الملخص

إن الكتاب التقليدي كان ولا يزال وسيبقى الوعاء المفضل لحفظ المعلومات وتوصيلها، وأداة البحث العلمي الأولى، وبما أنه على هذا الجانب من الأهمية، فلا بد من دراسات تتناول الجوانب المختلفة لهذا الوعاء ، ومنها العلاقة بين المؤلف والناشر، وهو موضوع هذا البحث. إن هذه العلاقة لا بد من أن تقوم على تفهم دور كل منهما، وهي علاقة تعاون، لا سيما وأن دور كل منهما مكمل الدور الآخر. إذا لا بد من أن تكون علاقة ودية . ورغم هذا قد يشوبها التذمر وسوء الفهم بسبب ما أو آخر

فالمؤلف والناشر يمثلان إحدى الأطراف المشاركة والأكثر بروزة في صناعة الكتاب مقارنة مع صاحب المطبعة (الطابع)، وبائع الكتب والواقع أن هذه العناصر الأربعة (المؤلف - الناشر - صاحب المطبعة - بائع الكتب) هم حلقات في سلسلة صناعة الكتاب ونشره .

فالمؤلف يعتبر مبدع الأفكار ومنظمها. فهو المسؤول عن كل ما يرد من عبارات وإيضاحات (جداول، ورسومات، وخرائط .. إلخ)، والتي يقوم باختيارها أو تصميمها لتوضيح الرسالة (الفكرة التي يرغب في توصيلها إلى

القاريء

هذا ومن ثم فإن للمؤلف الحق في بيع المخطوط او التنازل عنه القاء عقد مبرم مع الناشر، أو نشره بالفعل على حسابه ، بشرط أنه لم يخرج عن المتعارف عليه علمية في الاعتماد على مؤلفات الأخرين . قالمخطوط إذا يعتبر من إنتاجه فهو المسؤول عن كل فكرة يتضمنها قانونية، إلا أن الناشر يشاركه في بعض تلك المسؤوليات، ومن بينها میا يمكن وضعه تحت جرائم النشر المتعارف عليها قانونية. فلفظة مؤلف تطلق قانونية على فرد أو جماعة أو مؤسسة أو هيئة رسمية أو غير رسمية وكذلك لفظة ناشر، فقد يكون الناشر فردة أو جماعة أو هيئة حكومية رسمية أو غير

ذلك.

وبما أن المؤلف يعتبر من الناحية القانونية مالك المخطوط ، فهو مجير أمام مصلحته ومصلحة المجتمع، أن يقوم إما بنشر المخطوط بنفسه ، أو ببيعه أو التنازل عنه للناشر ليتولى مهمة نشره مباشرة بعد إبرام العقد المتفق عليه ، باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بنشر الكتاب أو مخطوط المؤلف لتداوله بين الملا، وفقا لما هو متعارف عليه تجارية في المجتمع. لكن هذا لا يعني أن على كل مؤلف أن يقدم مخطوطه للنشر من أجل مصلحة المجتمع الذي يعيش فيه، سواء أراد أم لم يرد، نعم إن مصلحة المجتمع أهم من مصلحته !! لكن هذا في الواقع يعني أن المؤلف باعتباره فرد من أفراد المجتمع، لا يحق له مطلقة تجاوز حدود القانون في معارضة من ينوب عن المجتمع أو السلط القائمة وإلا تعرض للعقاب .

هذا ما كان يحدث في بعض المجتمعات ذات النظم السياسية المتطرفة أو غير الديمقراطية، التي لا تراعي مبادی، حقوق الإنسان وحرية الفكر !! أما في المجتمعات المتطورة التي تؤمن بحرية الإنسان و احترام آرائه فإن حركة التأليف والنشر تشهد ازدهارة، ومن ثم يتزايد عدد المؤلفين والناشرين، مما يؤدي إلى انحسار نسبة الأمية بين مواطنيها .