سيرة السنوسي الكبير
نقد المصادر وضرورة أنشاء مجموعة - لحفظ تراث الاستاذ الامام السنوسي
DOI:
https://doi.org/10.37376/jofoa.vi1.3853الملخص
المراد بنقد المصادر هو معرفة طبيعتها بحسب القواعد المنهجية ، وليس المراد بطبيعة الحال نقض المصادر وتجريحها ، ويدل النظر الأول لمصادر التاريخ السنوسي في عدد مؤسسه على أننا لا نزال نحتاج الى الاستكثار من المصادر التي أهملت والى جمعها لصيانتها من الضياع وما أجدرنا وقد ثبت أن الحركة السنوسية حققت بعض أهدافها دون جدال - أن تعكف على جمع تراثها العلمي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والديني : فتصل على صيانته من الضياع. وهذا واجب مفروض على جيلنا لسببين : أولهما ان كل بيئة مثقفة لا تكون كذلك بحق ولا تستطيع أن تشعر بعزتها الثقافية الا اذا حفظت ماضيها ، والسبب الثاني هو احساسنا ان أجيالنا لا تزال تحس الى اليوم أنها بحاجة الى هدى المؤسس الأول للسنوسية ، ولا يزال هذا الاحساس قائما لدى أهل البلاد جميعا ولدى المفكرين من رجال الاصلاح في أرجاء العروبة كلها .
وحفظ المصادر عمل أساسى من أعمال المؤرخين ، يكاد يكون العمود الفقرى للدراسة التاريخية ، ولا شك أن التاريخ اذا ضاعت مصادره يتحول الى قصص لا قيمة له أو إلى أخبار مقاربة قد تكون راجحة ولكنها لا تكون دقيقة .
وكذلك تقضى قوانين المناهج العلمية باعتبار المصادر السند الذي يصح بصحته الخبر أو يعتل بعلته.
فالخدمة الكبرى التي يستطيع المؤرخون اسدامها هي أن يحفظوا آثار الماضي ووثائقه وسجلاته للأجيال التالية ، ومن الخطأ الاستهانة بأمر هذا الحفظ لأنه النور الحقيقي الذي يضيء للخلف أجيال السلف، وكم من عصور ضاعت معالمها أو استظلت بضباب التقريب والشك بسبب تقصير الخلف في الحفظ ، وقد قطن المؤرخون منذ آماد طويلة الى قيمة الحفظ والجمع فأفردوا لهذا الجمع سجلات خاصة جامعة مرتبة ، واعتبروا الجمع الدقيق المستقصى المرتب ترتيبا منهجيا أول مرحلة من مراحل الدراسة المنهجية السليمة .
التنزيلات

التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2023 مجلة كلية الاداب

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.