الركائز الأساسية في الدعوة السنوسية

الملخص

إن دعوة الناس إلى إتباع تعاليم الدين الإسلامي من قبل الدعاة السنوسيين لم تكن تسير بغير منهج منتظم له قواعد، وأسس يعتمد عليها حتى لا يتخبط في المتاهات، والمصاعب التي ستلاقيه، وإنما كانت الدعوة إلى الإصلاح من الدعاة السنوسيين تقوم على أسس، وقواعد من أهمها التزود بالعلم الديني، والدنيوي، وتجسيم القدوة الحسنة في شخص الداعية، وأسلوب الدعوة بالحسنى. فلم يكن الشيخ محمد بن علي السنوسي - رحمه الله تعالى - يرسل من كان ليقوم بواجب الإصلاح، والدعوة إلى الإسلام، ونشر مبادئه بين الوثنيين من أهل أفريقيا، وإنما كان يعلم أن هذه مهمة كبرى أكبر من القتال، ومقارعة العدو، وأعظم من أن يقوم بها من لا يعرفون من العلم إلا قليلاً، من هنا اهتم محمد بن علي السنوسي بإعداد الدعاة إعداداً جيداً، وتزويدهم بالعلم الذي يتسلحون به ليكونوا قادرين على القيام بمهامهم على أكمل وجه فتأسيس زاوية الجغبوب المقر الرئيسي للحركة السنوسية عام 1855م كان بمثابة تأسيس جامعة علمية ينتسب إليها الطلبة المتعلمون الذين خرجتهم كتاتيب الزوايا التابعة للحركة يتلقون فيها تعليمهم العالي الذي يؤهلهم لحمل رسالة الإرشاد، والدعوة. ومن هذه القاعدة التعليمية، والتربوية انطلق الدعاة السنوسيين حاملين مشاعل العلم ليس لخدمة هواهم، وإنما لتمكين الإسلام من قلوب الناس، فقد سار الدعاة السنوسيين على ما رسمته الحركة السنوسية، وصاحبها من خطى ينشرون نور الإسلام حتى يستضيء به كل من حرم الهدى، ويصححون ما فسد من عقائد عند بعض المسلمين فكان لهم أعمق الأثر في النفوس من غيرهم، وأكثر نجاحاً في عملهم بفضل ما تزودوا به من العلم النافع، واليقين الخالص، والحكمة، والسلوك القويم.