الدراسات الإجتماعية بين النشأة والتطور

المؤلفون

  • د. نجوى الهادى سالم الغويلي

DOI:

https://doi.org/10.37376/1570-000-030-004

الملخص

إن تنمية مجتمعنا وتطوره مشروط بتقدم الدراسات والعلوم الاجتماعية، فهو لا يستطيع التحكم في سيرورته دون جهد في التفكير حول حقيقته الخاصة، ومستويات بنائه المختلفة. ولا يمكن له التقدم دون تنمية كفاءاته المحلية، فهو ليس مجالا لتجارب النظريات التنموية والنماذج الجاهزة انطلاقا من فكرة العالمية، وإنما تحتم ضرورة التلازم بين المعرفة والواقع أن تكون العلوم
الاجتماعية على اختلاف تفرعاتها نتاجا للمجتمع الذي تنتمي إليه في فترة زمنية، وظروف خاصة من خلال إقامة علاقة بين المتغيرات الأكاديمية والتغيرات الاجتماعية حسب اختلاف التكوينات ونظم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، وأشكال علاقات الإنتاج . ان الدراسات الاجتماعية تتسم بطبيعة خاصة فى أنها تربط بين البعدين الزماني والمكاني ، كما أنها تتميز عن باقي المواد
الدراسية بطبيعة اجتماعية كما هو واضح من مسماها ، كل هذا جعلها بيئة خصبة فى أن تسهم بدور أكبر فى إعداد جيل من الناشئة ليكونوا أفرادا نابغين فى المجتمع الذى يعيشون فيه ، وتعريفهم بحقائق التطورات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالبيئات الحضارية المختلفة داخل مجتمعهم والمجتمعات الأخرى ، ويتشبع علم الاجتماع من بين العلوم الاجتماعية، بالعقائد والمذاهب
والفلسفات المتعددة، المبثوثة داخل الأبحاث النظرية والتطبيقية، التي تعكس الخلفيات العقائدية والفكرية لكتابها وواضعيها ، وهذا يخالف الظن الشائع والسمعة الرائجة عن هذا العلم . فأصبح علم الاجتماع إشكالية تبحث عن حل ، ويمكن تلخيص مشكلةعلم الاجتم اع بوضعه الراهن في أمرين :
الأول: أن هذا العلم يحمل، مع حقائقه العلمية، وفائدته الملموسة، عقائد وأفكار ومبادئ وضعية، وأن هذا العلم منذ دخوله إلى العالم الإسلامي، كان يعزز من حالة فقدان الهوية ، التي تعني التخلي عن الإسلام، كمبدأ عام يحكم المجتمعات الإسلامية. الثاني: أن نظريات هذا العلم، وضعت لفهم مشاكل وقضايا خاصة بالغرب، لا يمكن تعميمها على المشاكل المماثلة في العالم الإسلامي، ولا تؤدي إلى فهم واقع المجتمعات الإسلامية . وقد طُرحت هذه الإشكالية على بساط البحث من قبل كثير من علماء الاجتماع في العالم العربي، والعالم الإسلامي، وكانت النتيجة اتجاهين مختلفين :أحدهما: ينادي بعلم اجتماع عربي قومي لم تحدد ملامحه، وهذا الاتجاه لم يكن يلتفت كثير ا إلى المشكلة الأولى، وهي تشبع علمالاجتماع بالعقائد والأفكار، التي تصطدم بالإسلام، وإنما يركز ويهتم بالمشكلة الثانية وهي: أن نظريات علم الاجتماع أخفقت في فهم المشكلات المطروحة في العالم العربي. وثانيهما: ينادي بعلم اجتماع إسلامي، أو علم اجتماع المجتمعات الإسلامية، وهو اتجاه لا يخلو من ملاحظات العالم المتخصص، التي يسهل الجواب عنها، ولكنه لا يهمل أي ا من المشكلتين السابقتين، وهو الاتجاه الذي يجب أن يتبناه علماء الاجتماع، لأنه اتجاه وثيق الصلة بثقافة وهوية المجتمعات الإسلامية، حيث يتخذ من الإسلام إطار ا عاما ، يدور في فلكه. ويجب
أن تتضافر الجهود للعناية به.

هل تلعب الدراسات والعلوم الاجتماعية فى العالم العربى والاسلامى نفس الدور الذي لعبته ولا تزال تلعبه فى المجتمعات الغربية
؟ وهل هذه العلوم لبنة في طريق البناء والتنمية والتطور أو معول هدم يكرس التبعية المعرفية والفكرية للغرب ولاتناسبنا وخصوصية
مجتمعاتنا العربية والاسلامية وعجزت عن تقديم الحلول الناجعة للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية فى عالمنا
العربى والاسلامى ؟

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.
المجلة الليبية العالمية

التنزيلات

منشور

2022-09-13

كيفية الاقتباس

الغويلي د. ن. (2022). الدراسات الإجتماعية بين النشأة والتطور. المجلة الليبية العالمية, (30). https://doi.org/10.37376/1570-000-030-004

إصدار

القسم

Articles