شعوب البحر .. بين الحلفاء الليبيين والمصادر المصرية

الملخص

منذ نهايات عصر البرونز وبداية عصر الحديد في منطقة الشرق الأدنى القديم، وخلال هذه الفترة كانت منطقة الساحل الشرقي للبحر المتوسط مقسمة سياسياً بين القوى العظمى وتقع تحت طائلة نفوذها وتمثلت هذه القوى في "الخيتيين" و"الآشوريين" و"مصر" وعندما بدأت هذه القوى في الضعف والاهت ا زز بدأت شعوب البحر في التسرب تدريجياً إلى المنطقة حتى استفحل خطرها بمرور الوقت. وقد كانت هذه الشعوب أجناساً مختلفة صورتها المصادر المصرية وكتبت عنها وثائق أوجاريت، وان كانت خطابات تل العمارنة التي كتبت على ألواحٍ طينية، وأ رخت بالفترة 6831 6863 ق.م أول مصدر موثق أشار إلى هذه الشعوب.وقد تسببت هذه الشعوب الغازية في الكثير من المتاعب للدولة المصرية وللمالك التابعة لها حتى أنها تسببت في دمار بعضها واجتاحتها وعاثت فيها بالخ ا رب. وقد ارتبط جزء من تاريخ القبائل الليبية بتاريخ هذه الشعوب، وقيل الكثير حول لغز تولي زعيم قبيلة "الليبو" مري بن دد" قيادة الحملة الكبيرة التي شنتها هذه القبائل على مصر، فكان ل ا زماً أن نلقي المزيد من الضوء على ما كتبه المؤرخون عن هذه الشعوب، وعلى ما نقلوه من الشواهد الأثرية والنقوش التي وصفت ملامحهم وباسهم وأسلحتهم وكل ما أمكنها وصفه من المعالم التي تخصهم وتتعلق بهم. إن محاولة إيجاد قاسم مشترك بين هذه الشعوب وبين القبائل الليبية آنذاك تبدو محاولة غير مضمونة النجاح، لكنها تظل محاولة للتقرب من هذه الشعوب الغازية، وكذلك معرفة ما إذا كانت دوافع هذه الشعوب للغ زوهي نفس دوافع القبائل الليبية أم أنها تختلف عنها .