جدلية العلاقة بين اللغة والفكر أو المنطق

الملخص

إن الإنسان باعتباره كائن حي يسعى بفطرته لاكتشاف العالم و إدراك محيطه الخارجي ليحصل له التكيف و الانسجام الأمثل فيه، عن طريق استخدامه لخاصيات تميزه عن الكائنات الأخرى، كالإحساس و الإدراك، الشعور، الذاكرة و الخيال، العادة و الإرادة، إضافة إلى اللغة و الفكر، وهما يمثلان وسيلة هامة تساعده على الاندماج في عالمه، وحول طبيعة العلاقة بين هاتين الوسيلتين شاع الاختلاف بين الفلاسفة و المفكرين وهذه المسألة بالذات تعتبر من أهم المسائل الفلسفية وأكثرها جدلا، فبالنسبة إلى المواقف التقليدية فأنها تنقسم إلى موقفين يقول الأول بأولوية الفكر على اللغة، أما الثاني فيؤكد على أسبقية اللغة على الفكر والقاسم المشترك بين هذين الموقفين الفصل التام بين اللغة والفكر لأنهما كيانين مستقلين ومختلفين.

يسعى هذا البحث إلى رصد أراء الفلاسفة وعلماء اللسانيات حول طبيعة العلاقة الموجودة بين اللغة والفكر، فمنهم من اعتبر العلاقة بينهما علاقة اتصال ومنهم من اعتبرها علاقة انفصال. والإشكال المطروح هنا هو ما العلاقة الحقيقية بين اللغة و الفكر؟ والى ماذا استند كل موقف في إثبات حججه وأدلته؟ والى أي مدى يمكن تهذيب التناقض الموجود بين الاتجاهين؟هل فعل التعبير (اللغة) لا يتناسب مع فعل التفكير؟ وهل فعلا اللغة عاجزة وقاصرة على الإحاطة بمعان التفكير ودلالاته؟

سنتبع منهج التحليل والنقد المقارن للآراء المختلفة حول هذه القضية الجدلية عند المحدثين والإسلاميين.للوصول لنتيجة توافقية مقبولة منطقيا.