الامبراطور شارلمان والكنيسة (التحالف السياسي الديني)

الملخص

لقد جاء هذا البحث تحت عنوان: الإمبراطور شارلمان والكنيسة (التحالف السياسي الديني).

ولقد احتوت المقدمة على تبيان بسيط لما تطرق إليه البحث إلى جانب أهمية الموضوع وأهدافه.

وتناول البحث: (الباباهادريان والمشكلة اللمباردية)، حيث جاء فيه علاقة الإمبراطور شارلمان بالباباهادريان وموقفه من الصراع بين البابا واللمبارديين، لاسيما في إيطاليا والحروب التي كانت تشتعل بين الطرفين من حينٍ لآخر، كما أنّ شارلمان في بداية هذا الصراع كان يقف على مسافة واحدة بين الطرفين، إلا أنه ومع استمرار هذا الصراع ولأجل المصالح التي جمعته مع الباباهادريان أخذ يميل لمناصرة هذا البابا ضد اللمبارديين، وصولاً إلى منحه ما عُرف بـ "هبة البابا" عام 774م، والتي أقرّ فيها شارلمان معظم إيطاليا تكون للباباهادريان، إلا أنّ انشغال شارلمان بحروبه ضد السكسون جعله يبتعد عن ولائه للباباهادريان، إلى أن جاء عام 777م، حيث إنه في هذه السنة رُزق شارلمان بولد تولى الباباهادريان تعميده، فكانت هذه الخطوة فرصة طيبة لعودة التحالفات من جديد.

     كما أشار إلى (تحالف الملك شارلمان والبابا هادريان ضد البافار والفريزيين)، خُصّ هذا المبحث بتحالف شارلمان وهادريان ضد عدو آخر، وهم البافار، ولكن الأمر مختلف نوعًا ما عن اللمبارديين، فاللمبارديين كانوا في الأصل أعداءً للباباهادريان فقط، ولكن البافار أعداءً للطرفين أي شارلمان وهادريان؛ لأنّ البافاريين كانوا قد أدّوا قسم الولاء للكارولنجيين زمن بيبين القصير ولأبنائه من بعده، كما إنّ البابا ألزمه بالطاعة له وللكنيسة وإلا سوف يوقع عليه عقوبة الحرمان إضافة إلى الصراع مع الفريزيين وإدخالهم في الديانة المسيحية.

وجاء في الختام (البابا ليون الثالث "الحليف الجديد")، كان البابا ليون الثالث منذ البداية قد حاز على رضى شارلمان، لذلك آثرتُ أن أطلق عليه في هذا المبحث بالحليف الجديد، بالرغم من عدم قبوله من قبل باقي الأساقفة ورجال الدين؛ لأنه لم يكن من النبلاء، بل من عامة الناس، لذلك فقد تعرض لعدة محاولات لإزاحته عن الكرسي الباباوي،
لكن شارلمان كان يدافع عنه بقوة، فقد كان ليون الثالث سببًا رئيسيًا في تتويجه امبراطورًا، وذلك عام 800م للميلاد
وتسمية الامبراطورية الرومانية المقدسة بزعامة شارلمان وبمباركة من البابا ليون الثالث، أصبح الامبراطور شارلمان هو الزعيم الروحي للرومان.