ليبيا بين الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية
DOI:
https://doi.org/10.37376/jofoa.vi40.2948الملخص
لكل من الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية تأثيرها في المكان والسكان، فظواهر البيئة الطبيعية من موقع وتضاريس ومناخ وموارد بشرية تشكل الإطار الجغرافي العام للدولة ، وتتفاعل مع المكونات البشرية التي تعيش عليها، ومع التغيرات التاريخية التي مرت بها ، لتعطي الدولة معالمها، وتحدد صفاتها ، ومدى فاعليتها في محيطها الإقليمي والدولي ... أي تحدد ملامح شخصيتها .. وهذا ما تحاول هذه الدراسة تلخيصه وإبرازه في ليبيا.
ظاهرة طبيعية أثرت وما زالت تؤثر في ليبيا منذ فجر التاريخ حتى عصر النفط ، وهي كونها مساحة جغرافية واسعة من الأراضي الجافة قليلة أو نادرة الأمطار ، خالية من الأنهار والمجاري المائية .. قليلة الإنتاج الزراعي والصناعي ، منخفضة الكثافة السكانية لدرجة أن مساحات واسعة من أراضيها تكاد تخلو من السكان . هذه البيئة . فقيرة الإمكانيات والسكان - تقع جغرافياً بين جزيرتين سكانيتين عامرتين بالإمكانيات الاقتصادية والبشرية .
الموقع الجغرافي لليبيا بين هاتين الكتلتين جعلها حدا فاصلا بينهما ، ففي غربها تقع منطقة شمال أفريقية الأطلسية بمرتفعاتها وغاباتها وأنهارها ووديانها وتجمعاتها السكانية ،وفي شرقها تقع كتلة أخرى أكثر حيوية واستقراراً وسكاناً تعمر وادي النيل شماله وجنوبه منذ أزمنة موغلة في القدم. كهذا تظهر المساحة التي تشغلها ليبيا فراغا (Non écoméne) بين منطقتين عامرتین (Ecoméne) ، فهي إذن تشكل حدا فاصلا بينهما ، ومجالاً حيوياً لكل منهما .. هكذا كانت الرقعة الجغرافية التي تشكلها ليبيا على مر العصور ، تتأثر بتغيرات أوضاعها الخاصة ، وبتغيرات الكتلتين المتاخمتين لها شرقاً وغرباً ، فإذا قويت شوكة إحداهما وملكت القوة والتفوق أغراها ذلك بالتوسع ؛ فتحاول الهيمنة على الأجزاء التي تليها من ذلك الفراغ الجغرافي تأمينية للحدود وبسطة للنفوذ ، وقد يتعدى الأمر إلى أن تعبر إحداهما ذلك الفراغ محاولة السيطرة على الأخرى ، لتتحول ليبيا في هذه الحالة إلى جسر عبور للقوات المتصارعة.
التنزيلات

التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2022 مجلة كلية الاداب

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.