المؤرخ والحكم الأخلاقي

Authors

  • Dr. Jafar Al Shukrji

DOI:

https://doi.org/10.37376/jofoa.vi.2980

Keywords:

المؤرخ والحكم الأخلاقي

Abstract

هل يجوز للمؤرخ أن يصدر احكامة أخلاقية على الشخصيات والمؤسسات والحوادث التاريخية فيحكم على هذا الرجل من رجال التاريخ بأنه كان فاضة والأخر كان شريرة، أو يصف هذه المؤسسة الاجتماعية بأنها جاءت بالخير والأخرى كانت وبالا على الناس، أو يرى أن هذا الحدث كانت نتائجه حسنة والآخر لم يجلب سوى الشقاء؟ أم يكتفي فقط بوصف الأعمال التي قام بها الإنسان في الماضي هذه المسألة لها تاريخ طويل. ففي مرحلة نشاة التاريخ بوصفه بحثا علمية عند اليونان لا نلاحظ أنها انخرطت في قضايا الأحكام الأخلاقية ، ولكن النزعة إلى إصدار مثل هذه الأحكام بدات عند المؤرخين الرومان وسيطرت بشكل عام على الكتابات التاريخية في العصور التالية حتى ظهور ما يسمى بالتاريخ العلمي في النصف الأول من القرن التاسع عشر، حيث تبلورت بوصفها مشكلة محددة بالصورة التي ذكرت أعلاه وقد اشترك في مناقشتها منذ ذلك الحين عدد كبير من الفلاسفة والمؤرخين، ففريق أجاز للمؤرخ إصدار الأحكام الأخلاقية بحكم الواجب او بحكم طبيعة مادة بحثه، وفريق آخر أنكر عليه ذلك، لأن ذلك خروج عن مهمته الجوهرية . ولكل من الفريقين حججه، التي تختلف درجنها قوة وضعفة، ونحن سنحاول، بعد العرض التاريخي الموجز للمشكلة، أن نتعرف على هذه الحجج وذلك بإلقاء الضوء عليها وتحليلها نقدية، بقصد إبراز ما نعتقد وما نراه صحيحة من الأراء لم تقلق مشكلة الحكم أجيال المؤرخين الأوائل، فالمؤرخان اليونانيان هيرودوت Herdotus (485؟ - 425؟ في، م.) وثیوسیدیدیس Thuey dides (6460 - 400؟ في.م. ) نحررا بشكل يثير الدهشة من الحافز للحكم، ولكن خلفاءهم في العالم القديم سلموا بأن مهمتهم أن يقوموا بالتهذيب والتعليم والحكم. فقد طلب المؤرخ الروماتي ليفي Livy (59 في . م - 17 للميلاد) من قرائه أن يتأملوا الدروس الأخلاقية المستخلصة من تاریخ روما - كما عرضه هو. وكيف أن فضائلها أفضت بها إلى ما أحرزته من صنوف النجاح، وأن رذائلها عادت عليها بالكوارث (). أما المؤرخ الروماني الأخر تاسیتوس Tacinus (254 - 120 م) فقد كان مؤرخا خلقيا يبين للناس نتائج الخلق في التاريخ وهو يمضي في مسيرتها، ورأى أن أهم ما يجب على المؤلف هو أن يحكم على أعمال الناس حتي ينال الطيب من هذه الأعمال ثواب الفضيلة، وحتي يكون ما توجهه محكمة الخلف إلى أعمال السوء من ذم وتقريع حائلا بين المواطنين وبين سيء الأعمال (3) وما من مؤرخ إسلامي قدم لكتابه بتحديد هدف التاريخ إلا بالتركيز على أن في التاريخ عبرة وموعظة (4). وعرف المؤرخون المسيحيون في العصر الوسيط ثمامة المقاييس التي ينبغي على التاريخ أن يتلاءم معهاء وعرفوا أيضا العقاب الذي ينتج من عدم الملاءمة، ذلك أن التاريخ كان عندهم ما هو إلا تحقيق إرادة الله مع الإنسان. وحتى المؤرخون العظام في القرن الثامن عشر أمثال إدوارد جيون Edward Gibbon (1737 - 1794)

 

Downloads

Download data is not yet available.

Published

2022-10-31

How to Cite

الشكرجي د. ج. . (2022). المؤرخ والحكم الأخلاقي. Journal of the Faculty of Arts. https://doi.org/10.37376/jofoa.vi.2980

Issue

Section

Articles