بعض جوانب التجديد في الفكر الإسلامي
DOI:
https://doi.org/10.37376/jofoa.vi5.2898الملخص
في حديث للرسول عليه الصلاة والسلام: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ، (سنن أبي داود ) ، قبل الشروع في عرض بعض جوانب التجديد في الإسلام لا بد من تحديد دقيق لمفهوم التجديد لأن مثله كمثل كثير من الألفاظ الشائعة الاستخدام التي كلما كانت أشيع استخداما كانت أبعد عن التحديد أو الاتفاق على معناها ، ولتحديد اللفظ تحديدا مائعا لا بد من ذكر ما لا يندرج تحته
نستبعد من مفهوم التجديد تصورات ثلاثة :
التصور الأول : أن يقاس الإسلام على أي دين آخر، والمسيحية على وجه الخصوص ، أي أنه من الخطأ تصور التجديد في الإسلام على نحو تصور الإصلاح الديني الذي قام به مارتن لوثر ، هناك اختلاف جوهري بين الإسلام والمسيحية بشأن التجديد العقائدي ، فالإسلام دين قد اكتملت عقائده كما تحددت أركانه في عهد الرسول :" اليوم أكملت لكم دينكم .. " بينما المسيحية لم تكتمل عقائدها في عهد المسيح يقول الدكتور محمد إقبال :
ينبغي أن نوضح الفارق بين التجديد وبين الإصلاح الديني في أوربا، ذلك أن أية محاولة تجديدية كي تبقى في ذلك الإسلام ولا تتجاوز حدوده فإنها ينبغي ألا تعدل من أصوله ما دام القرآن له صفة التأكيد فيما تناوله من تشريعات وما دام النص قد انتهى برسول الله، إن عدم التثبت في رواية الإنجيل أو الاتفاق على رواية واحدة له أتاح ثغرات عديدة فدخلت المسيحية آراء و معتقدات أصبحت على مر الزمن جزءا من المسيحية ذاتها ، كمبدأ الاعتراف وصكوك الغفران ، الأمر الذي أتاح الفرصة لإصلاح لوثر، أما في الإسلام فإن ختم الرسالة الإلهية وإعلان اكتمال الدين يعني أن ليس هناك تطور في الإسلام ذاته .. على أنه إذا كان الإسلام لا يشابه المسيحية في ذلك فليس هناك ما يمنع من الإفادة مما تعرضت له الحضارة المسيحية من أخطاء زمن مارتن لوثر ، إن زعماء الإصلاح في الدين قد يتجاوزون في تحمسهم لتحرير الفكر الحدود الصحيحة للإصلاح إذا ما انعام ما يكبح جماح حميتهم الفتية".
التنزيلات

التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2022 مجلة كلية الاداب

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.