الآمدي وكتابه الموازنة
DOI:
https://doi.org/10.37376/jofoa.vi1.3851الملخص
قلت فى مقدمة الجزء الأول من كتابى (فى تاريخ النقد والمذاهب الأدبية) أن (النقد الأدبي أكثر وجوه النشاط العقلى تأثرا بسائرها، وتعبيرا عن اتجاهاتها، وجريا مع تياراتها المتباينة، حتى لنستطيع القول - فى غير مبالغة ولا تجاوز لحدود التقدير العلمي - اننا نملك - اذا أتيحت لنا مجموعة هذا النقد مكتملة منتظمة منسقة أن نتعرف فيها : أصداء جميع ما أتيح للعقل الاسلامى والجماعة الاسلامية، من تغيير وتطور، ومن تبدل وتحول، واضحة جلية)
وهذا قول عام يصدق - فيما نرى - على النقد الأدبي عامة، لا يختص به عصر دون عصر، ولا بيئة دون بيئة، ولا أمة دون أخرى، اذ كانت الأسباب المفضية إلى هذه النتيجة أسبابا عامة على النحو الذى بيناه هنالك. فليس يتوجه على هذه القضية العامة أن يكون العصر من العصور بعض الخصائص التي يبدو أنها تبعد به عن الاندراج تحتها والوقوع في حكمها كالذي يمكن أن يقال عن القرن الرابع الذى تؤرخ هنا لبعض وجوه النقد الأدبي فيه، اذ ندرس الآمدي في كتابه الموازنة ، من انه عصر التخصص، وانه بذلك يختلف عن العصور السابقة التي كانت وجوه النشاط العقلى فيها اكثر تجاوبا وأظهر ،تداخلا وأوثق اتصالا، مما كان أعون على تحقيق تلك الظاهرة، أما هو فأن الحياة العلمية أخذت فيه طابعا جديدا، اذ برزت فيه تلك الظاهرة التي كانت تتكون من قبل شيئا فشيئا وهى ظاهرة التخصص العلمي فقد جعلت العلوم ووجوه النشاط العقلى عامة تتمايز بصورة واضحة، وجعلت الصلات بينها تضعف وتتراخي.
التنزيلات

التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2023 مجلة كلية الاداب

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.