نقد نظريات التنمية: رؤية جديدة في نظرية المواقع الرمزية للانتماء

Abstract

إنّ النماذج النظرية المقدمة التي حاولت بعض البلدان المتخلفة اعتمادها لم تفلح، أو بمعنى آخر لم تجد نجاحاً يُذكر، فقد حاولت هذه النظريات في مجملها تفسير عملية التخلف في ضوء السياق التاريخي للمجتمعات الغربية، معتمدة على فكرة الحتمية في الوصول إلى المجتمعات المتقدمة، ومما لا شك فيه أن هذا النموذج لم يتناسب مع المجتمعات غير الغربية. ثم برزت تيارات مضادة ترى أن لكل بلد ظروفه الخاصة به، وعليه فمن الصعب صياغة نظرية شاملة كاملة يمكن تطبيقها على كافة الدول وفي مطلق الأحوال، بل إنّ هناك اتجاها يقول بوجوب اتّباع كل دولة ما يناسبها من إجراءات، وعلى الرغم من ذلك فهناك العديد من الأساليب المتبعة من القوى الدولية الاقتصادية المتنفذة، التي تعيق حرية تحرك الدول في اختيار ما تريده. لذلك رأينا أنْ نعرض لنظريات التنمية الكلاسيكية والحديثة، ثم نعرض لنظرية المواقع "الأماكن" الرمزية للانتماء، التي تحاول تفسير عملية التخلف أمر مرتهن بثقافة المجتمع والمكان، وأنّ هذا المكان هو في الوقت ذاته هو الذي يخرج المجتمع من التخلف إلى التنمية، ومن جهة أخرى ترفض هذه النظرية بشكل قطعي الحتمية التي يروج لها الفكر التنموي الرأسمالي في عملية التنمية.