الفقارات: النظام التقليدي المستدام لحصاد المياه الجوفية السطحية في المناطق الجافة و شبه الجافة مع الإشارة إلى ليبيا مراجعة للدراسات السابقة

Abstract

الفقارة -أو القناة- ذلك العمل الفذ الذي تركه لنا شركاؤنا في الإنسانية منذ ما يقرب من 3000 سنة مضت، لحصاد المياه السطحية؛ وذلك للتغلب علي مشكلة ندرة المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة، هذا الإنجاز جدير بالدراسة والتأمل، واستخلاص الدروس الجيدة في استكشاف المياه التقليدية وإدارتها، وكيفية العيش في بيئات قاسية. من خلال دراسة أدبيات الفقارات (القنوات) وتحليلها نسلط الضوء -في هذا البحث- على أحد أهم التقنيات الهيدروليكية لحصاد المياه الجوفية السطحية، هذه الأنظمة القديمة المستدامة المتدفقة (المنسابة) فيها المياه بالجاذبية، وفرت إمدادات مياه متجددة، أمكن الاعتماد عليها في مناطق تتميز بندرة المياه، وبالمناخ الصحراوي الجاف وشبه الجاف، وتهدف هذه الورقة إلى دراسة أصل الفقارات ونشأتها الأولى، وآليات بنائها، وانتشارها، وتوزيعها الجغرافي في العالم، مع التركيز علي الفقارات الموجودة في الصحراء الليبية. كما تعرج على الأسباب التي أدّت إلى تراجع هذه التقنية وإرهاصات اندثارها، وتوصي هذه الدراسة بالاهتمام بالفقارات بوصفها طريقة عبقرية بديعة لحصاد المياه الجوفية من ناحية، وإرثا حضاريّاً إنسانيّاً عالميّاً، ساهم في ازدهار حضارات في مناطق هامشية عديدة في العالم من ناحية أخرى.