الدبلوماسية البريطانية والعدوان الايطالي على ليبيا |۱۹۱۲ - ۱۹۱۱
DOI:
https://doi.org/10.37376/jofoa.vi4.2832Keywords:
الدبلوماسية البريطانية والعدوان الايطالي على ليبيا |۱۹۱۲ - ۱۹۱۱Abstract
كان الاستعماريون الطليان يعملون منذ وقت طويل للاستيلاء على طرابلس وبرقة وهي الاقليان اللذان يكونان مع فزان الجمهورية العربية الليبية في الوقت الحاضر ، لأهميتها الستراتيجية ولاتخاذهما ركيزة للتوسع اللاحق . لقد أراد استعماريو ايطاليا الاستيلاء على هذين الاقليمين لا لتقوية مركز ايطاليا السياسي والعسكري في البحر المتوسط فحسب وانما ليجعلوا منها سوقا واسعة للبضائع الايطالية وموردة للمواد الخام ومحالا لتشغيل رؤوس الأموال الايطالية أيضا . وكان بنك روما من بين المؤسسات المالية الايطالية التي كانت لها مصلحة كبيرة في الاستيلاء على الاقليمين المذكورين وقد لعبت ادارة هذا البنك دورا كبيرا في اشعال الحرب التركية - الايطالية ا . ا يوا کد جيوليتي رئيس وزراء ايطاليا انذاك بصراحة أن بنك رو ما «كان له في برقه و طرابلس مصالح مهمة من واجب الحكومة الايطالية أن تحميها ، انظر :
- Giolitti; The Memoirs of my life, London and Sydney, 1923, p. 251. وهكذا أخذت الحكومة الايطالية منذ بداية القرن العشرين توجه جهودها نحو الاستعداد لغزو طرابلس التي أخذ يزورها الكثير من أعضاء البرلمان الايطالي لجمع المعلومات . وكان ضباط الأسطول الحربي الايطالي يمسحون سواحل طرابلس متنكرين في زي الصيادين . ندارد وكرست الدبلوماسية الايطالية جهودها أيضا لتمهيد السبيل للاستيلاء على طرابلس وبرقه وحاولت أن تستغل التناقضات السائدة بين المعسكرين الاستعماريين اللذين انقسمت اليها أوربا آنذاك من أجل تأمين حيادها في حالة قيام الحرب بين ايطاليا والدولة العثمانية التي كانت طرابلس وبرقه تابعتين لها . لقد كانت الظروف في بداية القرن العشرين مناسبة لتحقيق نوايا ايطاليا لأن جميع الدول الأوربية الكبرى كانت تنظر بعين الرضا إلى مطامع ايطاليا في شمال افريقيا ، فالنمسا كان من مصلحتها أن تنشغل ايطاليا في شمال افريقيا لأن ذلك يصرفها عن الأهتمام بضفة الأدرياتيك الشرقية التي كانت الدولتان تتنافسان فيها على النفوذ ، وفرنسا لم ت كن تعارض في استيلاء ايطاليا على طرابلس وبرقه لأنها كانت قد اعترفت الايطاليا بالنفوذ فيها موجب اتفاق عقد بين الدولتين قبل ذلك . أما المانيا فقد أفهمتها الحكومة الايطالية استحالة تجديد الحلف الثلاثي اذا ما عارضت المانيا نوايا ايطاليا الرامية إلى احتلال ولاية طرابلس . وبسبب من المنافسة القائمة بين المانيا وانجلترا لم ترد هذه الأخيرة أن تعارض ايطاليا في هذه المسألة ، وأما روسيا القيصرية فقد كان من مصلحتها اضعاف الدولة العثمانية عن طريق استيلاء ايطاليا على بعض ولاياتها البعيدة . وهكذا حظيت ايطاليا بموافقة دول الحلف الثلاثي والوفاق الثلاثي على السواء ، لأن جميع هذه الدول انطلقت في هذه القضية من اقتناعها بأن اتجاه السياسة الايطالية في المستقبل سيحدده موقف هذه الدولة أو تلك أو
Downloads

Downloads
Published
How to Cite
Issue
Section
License
Copyright (c) 2022 Journal of the Faculty of Arts

This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.