البرتول العربي وتجارته

Abstract

مقدمة : يعتبر البترول أهم السلع التي تدخل في التجارة الدولية في الوقت الحاضر .. فهو يؤلف نسبة تزيد على نصف مجموع تجارة العالم الآن - ولعل ذلك يرجع إلى سببين رئيسيين : - أوها - أن المجالات التي أصبحت المواد البترولية تستخدم فيها في العصر الحديث قد تعددت واتسع نطاقها اتساعة كبيرة : فالبترول - كمصدر للطاقة ومادة للوقود - تحتل الآن المركز الثاني بين مصادر الطاقة و الوقود في العالم إذ تبلغ نسبته حوالي ۳۳٫6 ٪ من استهلاك الطاقة في العالم . بينما تبلغ نسبة الوقود الصلب - أي الفحم والأخشاب - حوالي 41,4 ٪ ونسبة الغاز الطبيعي ۱۰٫۹ % والطاقة الكهربائية ۹٫۱ ٪ - ۲۶۳ بل إن الأخشاب التي ناقشها مؤتمر الطاقة العالمي الذي عقد في لندن سنة 1965 بشأن تطور استهلاك العالم من الطاقة تشير إلى أن استهلاك البترول سوف يزيد بالمزاد . وأن نسبته بين مصادر الطاقة و الوقود سوف ترتفع حتى ليعتقد أنها ستصل في عام 1985 إلى ۳۷ ٪ ، كما سترتفع نسبة الغاز الطبيعي إلى ۲۰٪ والطاقة الذرية إلى 6٪. وذلك على حساب مواد الطاقة الأخرى .. حيث يعتقد أيضا أن نسبة الوقود الصلب سوف تنخفض إلى ۲۰٪ كما ستنخفض نسبة الطاقة الكهربائية إلى 7٪ . ومعنى هذا أن البترول سوف يحتل خلال أعوام قليلة المكان الأول بين مصادر الطاقة و الوقود في العالم . كما تبدو هذه الأهمية أيضا من خلال دراسة استهلاك الطاقة في كثير من جهات العالم الآن حيث أصبح البترول محتل بالفعل المركز الأول بين مصادر الطاقة و الوقود في هذه الجهات . ويوضح ذلك الجدول الآتي رقم 1: كذلك أصبح البترول في الوقت الحاضر أحد الخامات الصناعية الهامة التي تقوم عليها مجموعة كبيرة من الصناعات المعروفة بالصناعات البتروكمائية . وقد أصبحت هذه الصناعات في السنوات الأخيرة تمثل جانبا رئيسية من النشاط الصناعي في معظم دول العالم لمساهمتها في تقديم المواد الوسيطة للصناعات الأخرى من جهة ولأن منتجاتها أصبحت تعد بديلا لكثير من المواد الصلب والخشب والورق والصابون والقطن (1) المؤسسة المصرية العامة للبترول : مجلة البترول - السنة الخامسة - العدد الأول يناير فبر ایر ۱۹۹۷ ، ص 67 (۲) تعتمد هذه الصناعات على خام البترول ومشتقاته کمواداولية لإنتاج أنواع مختلفة من المنتجات الكيمائية . وقد بدأت هذه الصناعات حوالي سنة ۱۹۲۰ ثم ساعدت على تقدمها الحرب العالمية الثانية خاصة في مجالات انتاج المفرقعات ، ثم تلتها صناعات الأمونيا و الأسمدة الآزوتية و كذلك المطاط الصناعي اليحل محل المطاط الطبيعي . ثم ظهرت بعد ذلك مجالات أخرى كصناعات المنظفات و الألياف الصناعية و مواد البلاستيك المختلفة .