التباين المكاني للتوازُن المائي المناخي وعلاقته بالتصحُّر في شمال شرق ليبيا

الملخص

تُعد مشكلة اختلال التوازُن المائي المناخي إحدى المشكلات البيئية التي تعانى منها الأقاليم شبه الجافة، وشبه الرطبة في شمال شرق ليبيا. ففي تلك الأقاليم تتباين كميات الأمطار مكانياً، وتتفوق كميات التبخر الكلي على الأمطار مما يتسبب في حدوث العجز المائي الذي بلغت كميته السنوية في بنينا (1174.5 ملم)، وشحات (635.9 ملم)، ودرنة (996 ملم)، والفتائح (943.8 ملم)، ووصلت إلى (1619 ملم) في جنوب إقليم الجبل الأخضر، وقد أظهر تحليل المتوسطات الشهرية، والفصلية أن هناك عجزاً مائياً كبيراً في جميع الفصول يصل في فصل الصيف إلى (190.3 ملم) في بنينا، وإلى (165.2 ملم) في شحات، وإلى (165.7 ملم) في درنة، وإلى (173 ملم) في الفتائح، وأن هناك فائضاً مائياً طفيفاً في فصل الشتاء يتراوح بين (7.5_9.6 ملم) في بنينا، و(8.4_84.3 ملم) في شحات، و(6.6_8.9 ملم) في درنة، و(36.7_37.9 ملم) في الفتائح، ومن ثم تتسم الأنظمة البيئية الطبيعية في هذه المناطق بالضعف، وارتفاع نسبة قابليتها للتصحُّر إلى حوالي (95.1 %)؛ ونتيجة تعرضها للاستغلال البشرى الجائر، والجفاف المناخي المساند ظهرت فيها العديد من مؤشرات التصحُّر، يأتي في مقدمتها تدهور الغطاء النباتي الطبيعي، ثم ظهور دلائل انجراف التربة المتسارع المائي والريحي، بالإضافة إلى تكوّن الكثبان الرملية وزحفها على الأراضي الزراعية والرعوية، وتكرار حدوث العواصف الترابية، وكذلك تدهور المياه الجوفية.

   تعتمد هذه الدراسة في منهجيتها، بالإضافة إلى المصادر، والمراجع على تطبيق العديد من الأساليب الكمّية مثل: معيار أمبيرجيه (Emberger, L) لتصنيف الأقاليم المناخية، والنباتية في حوض البحر المتوسط، ومعادلة تورك (Turc)؛ لتقدير التبخر الكلي، بالإضافة إلى استخدام اختبار الفرق بين المتوسطين؛ لمعرفة العلاقة بين الجفاف، وحدوث مشكلة التصحُّر، وخُتمت الدراسة باقتراح بعض الأساليب، والوسائل التي قد تسهم في الحد من انتشار التصحُّر في منطقة الدراسة.