جائحة كورونا والقيم الإنسانية: دراسة في المجال الفلسفي

الملخص

 تعد القيم من الإشكاليات المعاصرة بسبب ما تمر به البشرية من نوازل وكوارث من بينها جائحة كورونا، التي جعلت البشرية في موقف حرج، بسبب بعض التصرفات تجاه مقاومة المرض، حيث اختلطت الأمور في ذهنية البشر حول ما يجب فعله وما يجب تركه، بجانب خطاب التهويل والترهيب الإعلامي الذي واكب هذه الجائحة، فجاء هذا البحث لمناقشة الأثر القيمي للوباء العابر للحدود، وهو بمثابة استرشاد توعوي بأهمية المجال الفلسفي في مثل هذه النوازل الكونية، وكيف يعمل هذا المجال على ترسيخ التمسك بالقيم الإنسانية، وتعزيز الأخلاق المهنية، لا سيما في الجانب الطبي، أن الدعوة إلى تثبيت القيم والإشارة إليها في زمن قدس فيه الإنسان الماديات وابتعد عن احترام  قيمة المعنويات شيء في غاية الأهمية.

 أن عملية توكيد القيم الإنسانية والحث والتبصير بها لمقاومة بعض السلوكيات السلبية التي تمارس في المجال الطبي ستسهم في الحفاظ على القيمة الوجودية للإنسان، أننا نحاول أن نستخلص موقف المجال الفلسفي إزاء هذا العالم المضطرب بالأحداث والثورات العلمية ذات الصلة بقيمة الإنسان، فمسألة الإشارة إلى القيم الإنسانية ذات قيمة في تحديد مسار الأخلاق الطبية أمام التصاعد المستمر والسريع في مجال الطب والبيولوجية، فالتطور الحاصل في هذا المجال العلمي هدّد القيم، وسبّب بعض الاضطرابات حول معرفة مقاييسها، ومستوياتها، ومدى مصداقيتها، ولهذا هناك مشاكل متعلقة بالجانب الأخلاقي الذي يجب علينا الإشارة إليه، والعمل على ضرورة التأكيد على الالتزام بالمبادئ والقيم الإنسانية التي حددتها البشرية عبر مواثيق دينية وقانونية مختلفة.