الطاقات المتجددة كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة في إقليم الكفرة – جنوب شرق ليبيا

الملخص

الاستخدام المكثف والمبالغ للطاقة التقليدية النفط ومشتقاته والفحم والغاز الطبيعي تسبب اضرار بالغة الخطورة  للإنسان و البيئة و جميع الكائنات الحية. هناك ارتباط وثيق بين البيئة والتنمية أدى إلى ظهور مفهوم التنمية المستدامة ،الأمر الذي يستلزم الاهتمام بحماية البيئة لأجل تحقيق التنمية المستدامة وتشكل الطاقة المتجددة أحد وسائل حماية البيئة. لذلك نجد دولا عديدة تهتم بتطوير هذا المصدر من الطاقة وتضعه هدفا تسعى لتحقيقه ،ومنها ليبيا التي تعد من الدول السائرة في طريق النمو بمجال الطاقة المتجددة وحماية البيئة والسؤال هنا عند القيام بمشاريع تنموية مستدامة في ليبيا  ما إمكانية استخدام الطاقات المتجددة في اقليم الكفرة بالمنطقة الجنوبية للقيام بمشروع تنموي متكامل و مستدام  يمكن من خلاله تطوير المنطقة و توطين عدد كبير من السكان المكتظين في غرب و شرق ليبيا و بالتالي يتحقق الهدف من خلال تخفيف الضغط على النفط كمورد شبه وحيد للدخل و إيجاد مصادر بديلة  مستدامة  ومن خلال هذه الدراسة تبيّن أن الظروف الطبيعية و البشرية في منطقة الدراسة تساعد إلى حدٍ كبير في استغلال الطاقات المتجددة المتاحة (الشمسية والرياح) في إقامة العديدة من المشاريع التنموية المستدامة. كما تبين من الدراسة ان اقليم الكفرة يمتلك مقومات مثالية لتوليد الطاقة من المصادر المتجددة فالشمس ساطعة طوال العام بحيث تتراوح فترة السطوع بين 12 الي 14 ساعة في متوسطها العام. كما ان أراضيها الصحراوية منبسطة وبالتالي لا تعانى من مشكلة الزوابع الهوائية وهو ما يخلق وضعاً له مفعول المحرك النفاث وتلك الحالة تعتبر من أفضل الشروط لنصب طواحين الهواء. ورغم ما يمتلكه الاقليم من الطاقات المتجددة ( الشمسية والرياح ) والتي تعد ثروة تنموية عظيمة لكننا لم نحسن حتى الان استغلالها بالشكل المطلوب وحان الوقت للاستفادة منها للوصول لبيئة صحية نظيفة بالإضافة الي توفير دخل اقتصادي هائل وتحقيق تنمية شاملة.