تأثير استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية
DOI:
https://doi.org/10.37376/tljmr.vi2.2044الكلمات المفتاحية:
التأثير، مواقع التواصل الاجتماعي، العلاقات الأسرية، التباعد والتفكك الأسري.الملخص
تعظم في الوقت الحالي اعتماد المجتمع على التكنولوجيا بكل أنواعها حتى أصبحت ضرورة من ضروريات العصر خاصة بالمقارنة مع دورها الفاعل في مختلف مجالات الحياة، حيث فتحت مجالاً واسعاً لتجسيد مفهوم القرية الكونية الذي أشار إليها (مارشال ماكلوجان)، فمع نهاية القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة، وعن طريق إمكانية الترابط وخلق نسيج متراحم من شبكات الحاسبات الآلية ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة لتغطي الكرة الأرضية بأكملها، حيث تعتبر هذه المواقع من بين أكثر المظاهر التكنولوجيا تجليا والتي نجحت إلى حد كبير في فتح فرص جديدة أمام الأفراد للتفاعل مع فئات مختلفة في مختلف أماكن العالم من خلال بناء علاقات اجتماعية افتراضية.
وقد امتد تأثير هذه التقنية لتشمل جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية في المجتمعات الحديثة ليصل إلى الأسرة والتي تعتبر الوحدة الأساسية في بنيان المجتمع، حيث لعبت الأسرة دوراً أساسياً في تكوين مدارك الإنسان وثقافته، كما ساهمت في تشكيل منظومة القيم التي بتمسك بها ومقومات السلوك الاجتماعي بما فيها العلاقات الأسرية، أما اليوم فقد انتقل جزء كبير من هذا الدور إلى مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي التي فتحت مجالاً أمام أنماط التواصل الحديث (فرد أو وسيلة) داخل الأسرة التي تستخدمها لإشباع حاجات تخلق بالعلاقات الاجتماعية، فهناك من يعتبرها كمصدر من مصادر المعلومات والموضوعات التي تعمل على تنشيط الحواريين أفراد الأسرة، وهناك من يستخدمها قصد التسلية والترفيه وتحقيق الاسترخاء أو لتقريب المسافات بين أفراد الأسرة المتباعدين، وآخرون يستخدمونها للهروب من الواقع مما يؤدى إلى العزلة.
لذا ركزت الدراسة الحالية على تأثير استخدام هذه المواقع والشبكات على العلاقات الأسرية، والتعرف على مدى توافق أو اتجاه كجناس هذه المواقع مع القيم الأسرية والعادات والتقاليد، كما ركزت هذه الدراسة على معرفة السلبيات والايجابيات الخاصة بهذه المواقع ومعرفة التفاعل التكنولوجي وأثاره على الأسرة، أيضاً ركزت هذه الدراسة على معرفة المفاهيم النظرية لمفهوم الأسرة والتفكك والتباعد الأسري وما يمكن أن تحدثه هذه المواقع من تباعد وتفكك اسري.
وفي سبيل تحقيق ذلك قامت الباحثة بصياغة مجموعة من التساؤلات التي غطت كافة جوانب الدراسة، وللإجابة عليها ولتحقيق أهداف الدراسة وإتمام العمل الميداني قامت الباحثة بتصميم استمارة استبانه كأداة أساسية لجمع البيانات والمعلومات الخاصة بهذه الدراسة، حيث بلغ عدد الاستمارات التي تم توزيعها على مجتمع الدراسة (101) استمارة تم حذف (13) استمارة لعدم صلاحيتها، وقد استخدمت الباحثة أسلوب المسح الشامل مع مجتمع هذه الدراسة والذي تكون من جميع أعضاء هيأة التدريس بكلية التربية بنغازي وكلية تقنية المعلومات (المتزوجين) من النوعين ذكور وإناث، وذلك لغرض الوصول إلى نتائج دقيقة تمكننا من فهم وأدارك مشكلة الدراسة واقترح الحلول الموضوعية لها، وفي جانب عرض البيانات وتحليلها طبقت أفضل الأساليب الإحصائية التي تتناسب مع بيانات هذه الدراسة حيث تم ترميز إجابات المبحوثين على أسئلة الاستبانة وإدخالها إلى الحاسب الآلي وذلك من خلال أوراق العمل الملحقة بالبرنامج الإحصائي (SPSS) حزمة البرنامج الإحصائية للعلوم الاجتماعية والمعدة خصيصاً لهذا الغرض، وبعد تحليل البيانات وعرضها استفت الباحثة مجموعة من النتائج أهمها وبشكل مختصر ما يلي:
النتائج الخاصة بهذه الدراسة:
فيما يلي سيتم توضيح النتائج النهائية الخاصة بهذه الدراسة في ضوء البيانات التي تم تجميعها وتحليلها وكذلك في إطار الأهداف الرئيسية الخاصة بالدراسة.
- ارتفعت نسبة المبحوثين الذين لديهم حسابات على هذه المواقع مسجلة بأسمائهم الحقيقية وليست بأسماء مستعارة أو وهمية، وأكد (80.7%) منهم بأن بياناتهم المسجلة في الحساب صحيحة في حين كان (19.3%) منهم بياناتهم غير صحيحة.
- أوضحت هذه الدراسة أن (84.2%) من المبحوثين لديهم حسابات على شبكة الفيس بوك وهي أكثر نسبة باعتبار أن موقع الفيس بوك أكثر انتشاراً.
- أكد (51.1%) من المبحوثين أن معدل الساعات التي يقضوها على هذه المواقع هي أقل من ساعة في اليوم وذلك بسبب انشغالهم بأعمالهم اليومية.
- أجاب (34.1%) من المبحوثين بأن سبب استخدامهم لهذه المواقع هو معرفة ومتابعة مستجدات الأخبار وما يحصل في العالم ومنهم من رأي أن استخدامه هو للتواصل الاجتماعي وذلك بنسبة (22.7%) بينما رأي (20.5%) منهم استخدامهم لها هو للترفيه والتسلية.
- أكد (92.0%) من المبحوثين على ضرورة أن يكون للأسرة دور كبير ومهم في مراقبة أبنائهم أثناء استخدامهم لهذه المواقع في حين رأي (8.0%) منهم بضرورة إعطائهم الثقة الكاملة في ذلك.
- أجاب (62.5%) منهم بأن هذه المواقع كان لها تأثير ايجابي عليهم عند استخدامه لها، في حين رأي (26.1%) منهم أن هذه المواقع لم تؤثر عليهم إطلاقاً وأجاب (11.4%) منهم أن تأثيرها كان سلبي عليهم.
- أشار (28.4%) من المبحوثين أن هذه المواقع عند استخدامهم لها جعلتهم يبتعدون عن أسرهم، وكانت نسبة منهم وصلت (14.8%) إلى أنهم لم يجلسوا مع أسرهم ويستمعوا إلى مشاكلهم الخاصة بهم.
- أكد (62.5%) من المبحوثين أن من أكثر السلبيات انتشاراً لهذه المواقع أنها مضيعة للوقت، بينما (9.1%) منهم أنها مضيعة للوقت ومضعفة للصحة أيضاً.