أبو نصر الفارابي فلسفته ومنهجه

الملخص

يمثل فكر الفارابي قاعدة مرجعية مهمّة في دراسة المناهج الفلسفية والعلمية، وجاء هذا البحث ليطرح أهمية المنهج في تأطير البحوث الفلسفية، وذلك من خلال تناول بعض الجزئيات المنهجية عند الفارابي، من باب التذكير والإيعاز إلى ضرورة العودة لدراسة التراث الفلسفي الإسلامي، فهو غني بالأفكار والموضوعات، ويجب ألا نفرط في دراسته في شتى المجالات العلمية، والاستفادة منه؛ لكونه مصدرًا من مصادر الفكر الإسلامي، الذي يتناول علومًا متعددةً، وبمنهجية مختلفة، وبأطروحات معمقة.

يتناول هذا البحث قضية المنهج عند المفكر الفارابي، باعتباره نموذجا يدلَّ على طبيعة المناهج عند مفكري الإسلام، وهي قضية حسّاسة، تنفي أسبقية الغرب الأوربي في هذا المجال، وتؤكد دور الفكر الإسلامي في بناء قاعدة منهجية دقيقة، تُصقَل من خلالها الأفكار، وتُدوَّن بكلّ علمية وتناسق.

جاءت المنهجية العلمية في الفكر الإسلامي متسقة وجامعة ومتكاملة؛ لأنها قائمة على مسألة الاهتمام بالكم والكيف، والمادة والروح، والغاية والسبب، من منطلق روح الدين الإسلامي، فهي منهجية توفيقية قبل كل شيء، غايتها توحيد الاتجاهات البحثية وتماسكها.