السياحة في ليبيا ومتطلبات تنميتها دراسة تحليلية باستخدام نموذج بورتر للقوى الخمسة

الملخص

تشكل ليبيا كتلة جذب سياحي رئيسية مرشحة لتكون مركز الجذب الأول على خريطة السياحة العالمية فهي بموقعها الجغرافي الاستراتيجي تحتل موقع القلب وهمزة الوصل بين قارات العالم.  وبالرغم من الأهمية المتزايدة للقطاع السياحي في العديد من الدول، إلا أنه في ليبيا لم يرقى إلى المستوى  الذي يكفل بلوغ الأهداف المرجوة منه وبقيت إنجازاته محدودة إذا ما قارناها بالبلدان المجاورة.

 تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على خصائص القطاع السياحي الليبي والمعوقات التي تقف في طريق تنميته وتقدمه من أجل الوصول إلى مجموعة من التوصيات التي من شأنها  الإسهام في تنمية هذا القطاع ، لما يشكله من أهمية في تنمية القطاعات الاقتصادية الأخرى ،  إذ إن استمرارية هذا القطاع يشكل مورداً لا ينضب خلافاً للنفط. ولتحقيق هدف الدراسة  اتُبعَ المنهجان الوصفي والتحليلي.

تكمن أهمية الدراسة في كونها الأولى من نوعها–على حد علم الباحثتين- التي تستخدم نموذج القوى الخمسة لبورتر  في تحليل تنافسية قطاع خدمي وهو  القطاع السياحي في ليبيا.         حيث جرت العادة على استخدام هذا النموذج في تفسير مستوى تنافسية القطاعات الصناعية.

 إن من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة عدم وجود استقرار أمني وسياسي واقتصادي أثر سلباً على القطاع السياحي ، أيضاً هيمنة الدولة على النشاط الاقتصادي ،                                         الذي تسبب في ضعف القطاع الخاص وترتب عليه انخفاض تنافسية القطاع السياحي الليبي  على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي. وبناءً عليه أوصت الدراسة بالعمل على توفير الأمن والاستقرار السياسي و تقليص دور الدولة في النشاط الاقتصادي وتشجيع الخصخصة علاجاً للخلل في الهياكل الاقتصادية.