قيمة الذات والفعل التواصلي في المجال الفلسفي

الملخص

نتحدّث في هذا البحث عن المجال الفلسفي ومدى قدرته على صياغة قواعد بناء الذات ومهارات التفكير المنطقي وبيان قدرته على التواصل المعرفي ، فهو يسهم في بناء الفكر ويقدّر الهوية ويحترمها ، فالفلاسفة منذ القدم حرصوا على دراسة الفكر الإنساني وتحصيل مفاهيمه لأجل الارتقاء بالمضامين الأخلاقية والقيم الإنسانية وإبراز قيمها الواقعية وفي الواقع تم إهمال الفلسفة ولم يُنظر للدور المناط بها ، ولم تحظ باهتمام المسؤولين في الوطن العربي ، حيث هُمّش دورها ولم يُعن بأهميتها الإنسانية ، وقيمها في رفع مستوى التفكير وتوكيد أسس الحوار والتواصل والنهوض بالأمة ، والسعي نحو تحقيق التنمية البشرية ، ولم يتم في الواقع التعليمي التركيز على إخراج الفرد من حيز الفكر الضيق المفيد إلى فضاء الفكر الحرّ من خلال إكسابه آليات التفكير وترشيده لكيفية استخدام المناهج واستثمارها ، حيث تركز العمل فقط في حدود تعليمية ضيقة في المدارس الثانوية والجامعات التي اعتمدت السرد التاريخي وابتعدت عن إكساب الطلاب مهارات وأسس الحجاج وكيفية التواصل. تكمن أهمية البحث في الدعوة إلى إعادة النظر في المنظومة التعليمية والتربوية حتى نستطيع تحقيق ذواتنا في عالم لا مكان فيه للضعفاء ومعدومي التفكير الذين لا يملكون القدرة على التواصل وعلى تطوير الذات وباعتبار الفلسفة بمذاهبها المختلفة تهتم بالإنسان والقيم ، فيجب تفعيل دورها والاهتمام بها ، والاستفادة من مناهجها ، فهي ذات أهمية في تقييم السلوك وتنشيط دور العقل ، فمردودها أخلاقي وفكري وثقافي بعيد الأمد .