الحبكة الدرامية في المسرحية الليبية (بحث في البناء الفني)

الملخص

    تعاني بعض المفاهيم الدرامية من تداخل جمّ في تشريحها، وهذا الأمر خلق مزجاً بين بعض عناصرها أربك المهتمين بالحالة البنائية للنص المسرحي، وأنتج تشويشاً ظهر جلياً في دراسة الحبكة والبنية الدرامية ، فمفهوم هذين العنصرين كما اعتمدته الدراسات المعجمية والنقدية يُظهر تقارباً شديداً، أوقع البعض في وهدة الخلط بينهما، واستخدامهما بشكل مشوش(الألوسي ، 1998م ، 83 ) ، وقد حدّد صاحب هذا الرأي خصائص كلٍّ منهما، ومايز بين وظيفتيهما، وخلص إلى أن الحبكة تعكس صورة خطة الحدث الدرامي عبر حلقاته وتفصيلاته المرتبطة على أساس من السبب والنتيجة ، في حين تتابع خطوط البنية الدرامية الأسباب الخفية وراء تلك الحلقات ، والدوافع والعلاقات التي تربطها، وعليه تكون الحبكة كالبدن والبنية كالروح منه ، فلا البدن يحيا ويتحرك بلا روح ، ولا الروح يمكن تلمسها دون هيكل يجسدها (الألوسي، 1998م، 86 )، وعلى هذا تُشكِّل الحبكة الإطار الرئيس للفعل ، وخط تطور القصة ، وخطة الفعل التي عن طريقها تكشف العناصر المكونة للعمل الدرامي عن نفسها،( هوايتنج، 1970م، 177) ، على ألا تسوق الأحداث المتفرعة عن الحدث الرئيسي اضطراباً يخل بسير البناء ، بمعنى أن تكون "ملتزمة بضرورة وجودها في المسرحية" ( النادي، 1993م، 56 ) ، وعليها أن تكون طاقة دفع إيجابية نحو النمو والتطور، بعد خضوعها للاختيار والترتيب والتطوير منذ البداية إلى النهاية، (راغب، 1996م، 34 ). وببساطة يمكن القول: إن الحبكة هي الشكل أو الهيكل الذي يصوغ فيه المؤلف المسرحي موضوعه وفق منظور منطقي من الأسباب والمحصّلات، والاحتفاظ بدوائر التواصل، بما يربط كل حدث بما يسبقه ويليه أيضاً.