مفهوم النَّفس والبَعْث عند قدماء الإغريق والرومان

الملخص

الملخص:
قال أرسطو في كتابه عن النَّفس: تتفاوت المعارف في درجات احترامها وقيمتها، وأرقى أنواع المعارف بالنسبة لي هي معرفة النَّفس التي تساهم بشكل كبير في تقدم الحقيقة بشكل عام وفهمنا للطبيعة؛ لأنَّ النَّفس هي مبدأ الحياة الحيوانيَّة(Aristotle, On the Soul,I I,1) ،وتأتي صعوبة فهم النَّفس من وجودها في هذا العالم، لذلك عكف المفكرون والفلاسفة على دراسة النَّفس في الفترة الأنطولوجية(الوجودية) قبل ميلادها وبعد موتها، واجتهدوا في فهم خصائصها الأساسية، إلا أنَّ عجز التأمل العقلي في تفسير النَّفس، جعلهم يلجأون إلى الاتصال الروحي الذي كان يمارسه الكهنة ورجال الدين من خلال ما يسمى بالاستحضار، وكان لابد من المزاوجة بين التأمل العقلي الاستنباطي والاتصال الروحي الديني، فهذا الإنسان ليس واحداً، وإنما متعدد في واحد؛ فهو مكون من نفس وروح وعقل وجسد، فدراسة النَّفس تخضع أيضاً للمعرفة عن طريق الإدراك بتفكر ويشكل النشاط العقلي والتفكير المنظم عمودها وقاعدتها الأساسيَّة‘ لذلك حاول قدماء الحضارات السابقة وضع عدة فرضيَّات في فهم هذا الكائن البشري الذي يقع بين نفس تقيدها شهوة، وعقل تضبطه الأحكام، وروح تنبع منها المعرفة، وتكاد لا تخلو عقيدة من العقائد القديمة، ولا فلسفة من الفلسفات الكثيرة من عملية تأمليَّة للنَّفس، فمسألة الثنائية والوحدة بين النَّفس والجسم من الأمور الماورائيَّة التي كانت محور اهتمام الفلاسفة والقدماء، إضافة للمسائل الفيزيقيَّة الحركية لارتباطها بالحركة والمكان. لذلك سنتتبع دراسة النَّفس عند الديانات القديمة لاسيما الإغريقية منها والرومانية، كما سنعرف من خلال بحثنا هل يملك الفلاسفة إجابات حول السر الأطولوجي والوجودي للنفس أم لا أم أنها أشياء ميتافيزيقيَّة حصريَّة عند الكهنة ورجال الدين بصفتهم يملكون الجانب الروحي.