الحقوق الإنسانية للأطفال مجهولي الوالدين في أوساط المجتمع السوداني (دراسة وصفية تحليلية استقرائية لآراء ووجهات نظر المختصين والعاملين في دور رعاية وتأهيل الأطفال مجهولي الوالدين في ولاية الخرطوم، السودان، 2018م)

الملخص

     بات الأطفال مجهولو الوالدين أحد العناصر المكوّنة لأي مجتمع من المجتمعات، ونسبة للخلفية الاجتماعية المميزة لهؤلاء الأطفال فإن ذلك قد يجعل لهم وضعية خاصة في أوساط تلك المجتمعات. هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مستوى ومقدار تمتع الأطفال مجهولي الوالدين بحقوقهم الإنسانية في أوساط المجتمع السوداني، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي مستعينة باستبانة أُعدت خصيصاً لأغراض الدراسة، واختارت الدراسة عينة عشوائية طبقية بسيطة بلغت (300) فرد من المختصين والعاملين في حقل رعاية وتأهيل الأطفال مجهولي الوالدين في ولاية الخرطوم، بواقع (50%) لكلٍّ من الذكور والإناث، تمت معالجة البيانات إحصائياً بواسطة برنامج الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS)، وتم التوصل إلى عدة نتائج، هي: مستوى تمتع الأطفال مجهولي الوالدين بحقوقهم الإنسانية في أوساط المجتمع السوداني متوسط، بقيمة تائية (2.32) تحت مستوى دلالة (0.000)، وأنّ مقدار تمتع هؤلاء الأطفال ب (الحق في الحياة) هو الأعلى في أوساط المجتمع السوداني بمتوسط حسابي (2.57)، يليه (حق المساواة في القانون) بمتوسط حسابي (2.46)، يليه (الحق في العمل) بمتوسط حسابي (2.34)، يليه (حق التعليم) بمتوسط حسابي (2.21)، يليه (حق حرية التعبير) بمتوسط حسابي (1.31)، ثم أخيراً (حق الضمان الاجتماعي) بمتوسط حسابي (1.22)، وتوصلت الدراسة كذلك إلى أنّ مقدار تمتع الأطفال مجهولي الوالدين بحقوقهم الإنسانية في المجتمع الحضري أكثر من المجتمع الريفي بقيمة تائية (2.48)، وتوصلت أيضاً إلى أنّ الأطفال مجهولي الوالدين الناشئين في غير دور الإيواء أكثر اندماجاً في المجتمع السوداني من نظرائهم الناشئين في دور الإيواء بقيمة تائية (2.46)، وأنّ مآلات الأوضاع المستقبلية لمجهولي الوالدين غير واضحة في المجتمع الحضري بمتوسط حسابي (1.68)، وواضحة في المجتمع الريفي بمتوسط حسابي (2.30). من توصيات الدراسة: إقامة برامج ثقافية واجتماعية بينية لدور إيواء الأطفال مجهولي الوالدين مع المؤسسات الخدمية الأخرى ذات الصلة لتحقيق المزيد من اندماج هؤلاء الأطفال في المجتمع الحقيقي، العمل على إنشاء صندوق قومي لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة ومجهولي الوالدين بصفة خاصة، وذلك لضمان توافر الدعم اللازم المستمر والكافي لرعايتهم. قدمت الدراسة عدداً من المقترحات، منها: دراسة الحقوق الإنسانية للأطفال مجهولي الوالدين في الدول العربية مقارنة مع الدول الأخرى للاستفادة منها في تحسين واقع هؤلاء الأطفال.