تقييد السنة للمطلق في القرآن الكريمآية السرقة أنموذجًا

الملخص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين والأنبياء محمد بن عبدالله  وعلى آله و صحبه أجمعين، أما بعد،

فلما كانت السُّنة هي ما نقل عن الرسول  من قول أو فعل أو تقرير، فقد جعل الله - سبحانه وتعالى من مهام الرسول -  التبليغ والتوضيح والتبيين، وإن كل ما يبلغه هو من عند
الله، وما يصدر عنه ليس من هواه بل وحي يوحى إليه، مصداقاً لقول الله تعالى: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِالَّ وَحْيٌ يُوحَى  (سورة النجم، الآية : 4 . ) فقد بين الله سبحانه وتعالى في كتابه بعض الأحكام بالتفصيل، وهذه الأحكام لا تحتاج - - إلى بيان، أما بعضها الآخر فورد مجملاً، وذلك لكي لا يحرج عباده المكلفين، إذ لو جاءت كل الأحكام مفصلة؛ لوجب الوقوف على الجزئيات؛ وبالوقوف عليها أمر بعدم الاجتهاد بل الجمود، وهذا إح ا رج للعباد، والشريعة لا تعقيد فيها ولاحرج، يقول عزَّ وجل- –  يُرِيدُ اللُّ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلََّ
يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ (سورة البقرة، الآية :  185 . ) فالسُّنة المفسرة للقرآن الكريم أو المبينة له ملحقة بالنص المفسر أو المبين للحكم القرآني(ينظر: استنباط الأحكام من النصوص، أحمد محمد الحصري، ليبيا، مطابع الشروق، ط: الأولى، 1401 ه - 198 م، ص 388 )، هو نفسه الحكم الذي دلَّت عليه الآية كما دلَّت عليه السُّنة بالتبين، قال تعالى: وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَ يِنَ لَهُمُ االذِي اختلفواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَ وْمٍ يُؤْمِنُونَ  (سورة النحل، الآية: 64 .) يظهر في البحث الدور الذي لعبته السنة في بيان تقييد الأحكام من خلال الوقوف على الجزئيات التي لم يرد فيها نص قرآني بإب ا رز النص النبوي لمعرفة الحكم؛ ولذلك أُتُخدت آية السرقة انموذجاً للتطبيق العملي عليها، وبيان الآتي
1 - مفهوم كلا من السنة والمطلق والمقيد والسرقة.
2 - بيان تقييد المطلق في المسألة وهي )آية السرقة( من خلال معرفة موضع قطع اليد
و...... الخ.
3 - تتبع السنة للمقدار الموجب للقطع، وآ ا رء الفقهاء في ذلك.
4 - تحديد النصاب من خلال السنة، وبيان كيفية القطع، وما ذهب إليه الفقهاء.
5 - توضيح ما لا قطع فيه وآ ا رء الفقهاء في ذلك.